الاثنين 23 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كوكوش في الكويت... ما احلى الرجوع اليه

Time
السبت 13 مايو 2023
View
14
السياسة
حسن علي كرم

للمغنية الايرانية الجميلة والساحرة التي تجاوزت السبعين من العمر لا يزال البعض يفتن بجمالها، ناهيك عن فنها وغنجها، فلا يزال شباب جيل السبعينات من القرن الماضي يتذكر دلعها وحركاتها المثيرة احيانا، وفساتينها الجريئة.
عندما زارت الكويت وغنت على مسرح "سينما الاندلس" هذا الصرح الشامخ الذي كان بمثابة اسطوريب، والذي شهدت شاشته اجمل واحدث افلام السينما العالمية.
لا نستطيع ان نقول كوكوش ليست جميلة، بل جميلة رغم انف الجميلات، في الستينيات و السبعينيات من ذلك القرن السالف، لم تكن هناك اقمار اصطناعية كي ترسل الصورة والصوت عيون وأذان المشاهد، ولا كان هناك التلفزيون الملون، ولا البث المباشر، كان التلفزيون في ذلك الزمان اشبه ما يكون بالطفل الذي بالكاد يحبو، او يزحف الى لعبته او امه.
لكن الطفل كبر والتلفزيون كبر في ظل التطور العلمي المتسارع.
في السبعينات كنا نفرح اذا انقلب الطقس من جاف الى شديد الرطوبة، فكان ذلك فرصة لمشاهدة تلفزيونات دول المنطقة(العراق وايران والبحرين)، كان تلفزيون ايران المحطة الاهم، في زمن كانت التلفزيونات العربية منغلقة والتي بالكاد تبث اغنية محلية او فيلم مصري- اسود وابيض- بخلاف التلفزيون الايراني الذي كان اكثر انفتاحاً على المشاهدين.
نحن نتحدث عن زمن يعتبره البعض حالياً الزمن الجميل، ولعله كان زمناً جميلاً بكل المقاييس، ففي تلك الفترة كانت ايران اهم محطة سياحية للخليجيين، تماما كما لندن في فترات لاحقة، وتركيا حالياً.
في تلك الفترة نشبت ازمة سياسية عابرة بين الكويت وايران كالعادة ولا يزال، على خلفية "الخليج فارسي" او عربي، ويبدو ان تلك الازمة سوف تستمر بين العرب والفرس كالخلاف على البيضة والدجاجة، الا ان البيضة والدجاجة تعيشان في امن وسلام، طالما يحمل بطن الدجاجة البيضة، اما العرب والعجم رغم استخدام كلا الضفتين الخليج على اساس ممر دولي، لكن عرب الخليج يغنون على سطح سفنهم "او يا مال"، فيما البحَّارة الايرانيون يغنون "يا بنات الخليج" (لحن خليجي والكلمات فارسية).
الكويت على خلفية تلك الازمة منعت "الطائر الازرق" من الهبوط في المطارات الايرانية، عبادان، طهران، ومُنعت هبوط "هما" الايرانية في مطار الكويت، مما خسر المسافرون من كلا الجانبين، خصوصاً اذا عرفنا ان العمالة الايرانية كانت، حينذاك، القوة العمالية الاهم في اعمال البناء والحدادة والحمالة وغيرها من المهن، ما اجبر المسافرون الكويتيون الذين اعتادوا السفر الى ايران ان يقطعوا البر مروراً بالبصرة فالتنومه، ثم ركوب العبارة وصولاً الى مدينة المحمرة الايرانية.
لقد كانت ازمة عابرة، لكن تكبدت الناس في كلا الجانبين مشقة لم يكن ثمة مسوغ لها.
الفن الايراني ليس بعيداً عن الذائقة الخليجية، بل لعل هناك مشتركات كثيرة تجمع بين ضفتي الخليج، وبخاصة الغناء، للفنان القدير والمعتزل حالياً عبدالمحسن المهنا اغنية جميلة اسمها "ابو قذيلة"، هذه الاغنية الراقصة التي لحنها شقيقه الملحن المبدع يوسف المهنا، وهناك اغنية ايرانية مماثلة بالنسق والايقاع نفسهما، لكن بكلمات فارسية، غنتها فنانة ايرانية في فيلم ايراني اسود وابيض، وغناها اغاسي، وهو مطرب مشهور حين ذاك، من اخذ ممن، او من سرق اللحن من الاخر؟
ايران ليست بعيدة عن الخليجيين، فالايرانيون يزرعون ونحن نأكل من ثمارهم، في الستينات والسبعينات من القرن الماضيـ ولا يزال كثير من الخليجيين يسافرون للسياحة او العلاج او للتجميل. السياسة افسدت العلاقة بين ضفتي الخليج، وهناك امل بتقريب القلوب، وترطيب النفوس في ظرف يتطلب تجديد العلاقات بعد سنوات من العزلة، والقطيعة، والشكوك، ان الاسلام وآحد ولكن السياسة افسدت القلوب وقطعت اوصال الاسلام، وجعله ادياناً متنافرة، في حين يقول رب العزة والجلال، انما المؤمنون اخوة، و"تمسكوا بحبل الله ولا تفرقوا"، هؤلاء اعداء الشعوب تجارتهم فاسدة وخبيثة لكنهم بالخداع والحيل يبيعون بضاعتهم الفاسدة.
ان جولة كوكوش الخليجية تأتي في توقيت يسعى السياسيون الى خلق جو سياسي نظيف بعيداً عن الملوثات التي افسدت الاجواء والقلوب والنفوس.
جولة كوكوش الى بعض البلدان الخليجية، وبدأتها من الكويت ينبغي ان تتكرر ما بين ضفتي الخليج، وينبغي القضاء على الساعين الى الفتن وبث الكراهية، وشق الاسلام الى اسلامات.

صحافي كويتي
[email protected]
آخر الأخبار