"كوموستكا"

طلال السعيد

قوم "كوموستكا" عرفوا نقطة ضعفنا في السابق، فقد تعودوا في كل سنة ان يختلقوا مشكلة معنا، بعد كل حادثة تحدث لفرد من جاليتهم، فيوقفوا بعدها تصدير عمالتهم الينا، ثم يرسلون لنا وفدا يفاوض، ويأتي على حسابنا، ويسكن في الفنادق اقامة كاملة على حسابنا ايضا.
ثم يدخلون في مفاوضات معنا يخرجون منها فائزين بنتائج جيدة، اهمها رفع الرواتب، التي ما ان يحولها العامل المنزلي الى اهله الا وتقتطع حكومتهم نصيبها من الحوالة.
بينما حكومتنا لا تأخذ ولا دينار واحد على تلك الحوالات، ثم ما تلبث حكومتهم، او مفاوضهم، ان يفرض شروطا مجحفة بحق الكفيل الكويتي، ولصالح العامل المنزلي.
وقد جرت العادة ان يكون مفاوضنا ضعيفا جدا، ما يلبث ان يوافق على كل الشروط، ويلزم الكفلاء بها، ثم تستأنف دولتهم تصدير عمالتها، لكنها تتربص بنا بانتظار مشكلة جديدة تقع لتفاوض من جديد، وبشروط جديدة!
هذا ما كان في السابق مع الاسف، اما اليوم فقد اختلف الوضع وجاء المفاوض الذي قلب الطاولة عليهم، فاصدر الوزير الموفق طلال الخالد قراره التاريخي بوقف تأشيرات العمل لهذه الجالية، لينهي بذلك المفاوضات المستمرة من دون توقف، بل هذا ما يجب ان يكون حتى يعودوا الى رشدهم!
الكويت لن تتوقف عليهم، وهم الخاسرون في النهاية، فهذه التحويلات المليونية في كل شهر، التي يحولها مواطنوهم بالعملة الصعبة الى بلادهم تشكل داعما رئيسيا لاقتصادهم الوطني، خصوصا ان حكومتهم تقتطع جزءا منها لدعم ميزانيتهم، وليس من السهل الاستغناء عن التحويلات المليونية، اما نحن فمن السهل ان نجد جالية بديلة تحل محلهم.
من الطبيعي ان تتعرض جالية كبيرة في تعمل في اي بلد الى المشكلات، وتحصل منهم او ضدهم جرائم، ثم تحال القضايا الى قضائنا الشامخ ليقول كلمته، اما قوم "كوموستكا"، فانهم مع كل حادثة يختلقون مشكلة، ويرسلون وفدا يفاوض، ثم يفرض شروطا مجحفة على الكفلا،ء ويقبل بها المفاوض الكويتي، فيقع في الفخ المواطن البسيط الذي يبحث عن مساعد لاهل بيته!
ضربة موجعة وجهها الوزير الموفق طلال الخالد اليهم، قد تكون نتائجها الحالية ليست لصالحنا، لكن على المدى البعيد سوف نفرض نحن شروطنا، ويتغير الوضع!
ليس هناك بيت في الكويت لا يقدم الطعام والكساء للعاملين فيه، ونحن هنا لا نتكلم عن الجميع، فهناك شواذ للقاعدة في كل مكان، وليس عندنا فقط.
كذلك ليس كل جاليتهم تلتزم حسن السلوك، اما ساعات العمل في البيوت فلا يمكن ان تحكمه ساعات عمل، فهم مثل اهل البيت، وهذا ما جرت عليه الامور في جميع بيوت الكويت، اما استغلال كل حادثة لفرض شروط جديده فهذا بالتأكيد ما لا نقبله.
اخيرا جاءهم الرد الكويتي القوي الذي لم يعهدوه في السابق، ولم يتوقعوه، فلنساند نحن كشعب قرار الوزير الموفق، ونرى من الخاسر في النهاية...زين.