الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

كونوا على قدر المسؤولية!

Time
السبت 14 يوليو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

الاضطرابات في العراق على مرمى حجر منا، فالبصرة على حدودنا، بل نكاد نسمع أصوات المتظاهرين، ومن الطبيعي أن تستنفر الكويت تحسباً لأي طارئ، فلا أحد يستطيع أن يتوقع تطورات تلك الاضطرابات ولا انعكاساتها، ولا أحد يتوقع ما الذي سوف يجري، لذلك فالاحتياط واجب، وهذا ليس له دخل في ما إذا كان جيراننا مأموني الجانب أو غير مأمونين!
فحكومتهم، عاجلا أم آجلا، سوف تنتفض لقمع المتظاهرين، وإنهاء الاضطرابات، قبل أن تصبح ثورة على الحكم تتبعها باقي محافظات العراق، وسوف تستعين بحلفائها التقليديين، ومنهم أعداء لنا سوف يصبحون على حدودنا لقمع المتظاهرين قدر استطاعتها لتعيد بسط سيطرتها على البصرة وضواحيها، وقد تحصل مواجهات بينهم وبين حكومتهم، وقد يحصل نزوح، وهذا أمر متوقع، لذلك لا بد من الاستعداد لأسوأ الاحتمالات لكي لا نؤخذ على حين غرة.
كل إجراء تتخذه الحكومة نحو ضمان أمن واستقرار وهدوء حدودنا معهم نحن معه، ونؤيده بكل قوة، لكن مهم جدا أن يكون الشعب الكويتي كله على قدر المسؤولية، ولا يسمح للطابور الخامس ببث سمومه بيننا، وعلينا ألا نلتفت لمروجي الإشاعات ومغردي الشوم واللوم، سواء من جانبنا أو من جانبهم، فهناك من يتمنى أن يتحول الأمر مناوشات حدودية ليشغل الناس عن أسباب ومسببات الاضطرابات، ويتمكن بالتالي من قمع المتظاهرين وضرب المحتجين من أهل البصرة الذين يحيطهم انقطاع الكهرباء وعدم وجود خدمات، فتظاهروا، لكن حين يتحول الأمر مناوشات حدودية بيننا وبينهم فسيلتفون على بعضهم، وتموت الاضطرابات وأسبابها، فهم يختلفون في كل شيء ويتفقون كلهم ضدنا، وهذا هو الواقع!
الأمر يتطلب مزيدا من الحيطة والحذر، وعلينا أن نتوقع غير المتوقع، والأمر المهم هو تحصين وتقوية الجبهة الداخلية، وتنمية الروح الوطنية لدى أفراد المجتمع الكويتي، فالسلاح الأول لمن يتربص بنا هو بث الشائعات، ولن يجد أحسن من هذه الفرصة ليستقلها .
اعداؤنا كثر سواء في الداخل بين ثلاثة ملايين وافد من كل فج وملّة، او في الخارج، والدور الأكبر على المواطن الكويتي الذي يجب أن يكون أهلا لتحمل المسؤولية، ويعتمد على نفسه بحماية بلده، فسيأتي من يغذي تلك الاضطرابات عندهم من المستفيدين الذين ينتظرون استمرارها بفارغ الصبر لينقضوا على العراق وخيراته، وعلينا أن لا نتوقع نهاية قريبة لتلك الاضطرابات، فمن أشعل شرارتها الأولى يريد لها أن تستمر لأسباب تهمهم ولاتهمنا، ومنها عدم انعقاد البرلمان الجديد، او تسمية رئيس وزراء
جديد، وغيرها من شأنهم الداخلي، أما ما يهمنا نحن
فهو حماية حدودنا، والوقوف بوجه أي نزوح متوقع لن يأتي إلينا بخير أبدا، وأن لا تتمركز تلك الميليشيات على حدودنا!
مسؤولية المواطن كبيرة جدا، والوطن مسؤول منا كلنا، لذلك لا بد أن نكون على مستوى المسؤولية...زين.
آخر الأخبار