"كويت الاستدامة": تكامل جهود مؤسسات المجتمع للإصلاح البيئي

كتب ـ عبدالناصر الأسلمي:

أكد مؤتمر كويت الاستدامة الذي نظمته جمعية العلاقات العامة الكويتية برعاية الهيئة العامة للبيئة في ختام جلساته مساء أول من أمس أهمية الحفاظ على التنوع الأحيائي والتوازن البيئي من أجل حياة صحية مستدامة للأجيال الحالية والمقبلة، مشددا على ضرورة تكامل وتضافر جهود مؤسسات المجتمع، العامة والخاصة، للإصلاح البيئي المستدام خدمة للإجيال القادمة.
وفي جلسة "الحفاظ على الطبيعة" استعرض العقيد حسين العجمي قرار إنشاء إدارة شرطة البيئة في قانون حماية البيئة، والذي صدر للحد من المخالفات البيئية التي تؤثر على التغير المناخي، وذلك من خلال جهاز عسكري متخصص يتبع وزارة الداخلية، تناط به المهام والواجبات التي تحتاج إلى سرعة التدخل بالقوة الرادعة للمخالفين، ومنع ارتكاب الجريمة البيئية.
وأكد العقيد العجمي أنَّ شرطة البيئة تواجه تحديات التغير المناخي من خلال الالتزام بدورها، مشددا على أهمية الاستفادة من التجارب الدولية في مجال شرطة البيئة، وإنشاء فريق تدريب متخصص في مساعدة الدول الأعضاء، وتقديم الاستشارات والخطط وإقامة ندوات وورش عمل بهذا الخصوص.

ستراتيجيات عالمية
وبدوره تناول المقدم د. مشاري الفرس رئيس مركز الخطط والطوارئ - ضابط الاتصال الوطني لدولة الكويت مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث موضوع الأطر العالمية للحد من مخاطر الكوارث والقدرة على الصمود، موضحا أن اطار "سنداي" 2015 - 2030 يعتمد على فهم مخاطر الكوارث وإدارتها والاستثمار للحد منها، والتأهب لها لتعزيز إجراءات الاستجابة، وزيادة الخدمات والأنظمة الخاصة بالإنذار المبكر، مبينا ان 40% فقط من الدول لديها أنظمة إنذار مبكر للأخطار المتعددة.

مناهج التعليم
ومن كلية العلوم الحياتية أكد د. عازل المطيري الخطة الاستراتيجية لجامعة الكويت تتبنى مفهوم الاستدامة لأنها الطريق الوحيد لاستمرار جودة الحياة، قائلا إن مؤسسات التعليم مطالبة بتبني الاستدامة أولاً ثم تصدير نماذجها للمجتمع، لافتا إلى أن مناهج وزارة التربية تحتوي قدراً من مفاهيم الاستدامة، كما أن الاستدامة أحد أركان الخطة الستراتيجية لجامعة الكويت.
وبدورها أكدت المشرف الأول في حماية بيئة ببلدية الكويت فاطمة كرم أن دور البلدية اكبر مما يعتقده كثيرون، فهي تهتم بنشر الوعي البيئي، وأصبحت عضوا في لجنة البيئة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مجال المدن الصحية.
وأكدت أهمية الشراكات بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني وأهمية الإصلاح البيئي والمعالجة البيئية وإعادة التدوير، قائلة إن عددا من المناطق تتنافس حاليا لتصبح مدنا صحية مبينة أن منطقة اليرموك هي أول مدينة صحية تابعة لمنظمة الصحة العالمية بامتياز.

مستقبل الأجيال
وفي جلسة "الاستدامة ومستقبل الأجيال" أكد د. صالح العتيبي مدير إدارة خطط التنمية والاستراتيجية بوزارة الإعلام الحرص على تعزيز الوعي البيئي، فقضية البيئة والمحافظة عليها من التلوث أصبحت من أهم القضايا التي تشغل المجتمع العالمي، مضيفا أن إدراك الجميع لما تمثله المشاكل البيئية والتلوث البيئي من خطر على الحياة البشرية والتنمية الاقتصادية جعل لعملية الحفاظ على البيئة وحمايتها بعدا ستراتيجيا للإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية لأنها شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

التنوع الاحيائي
بدوره أكد د. علي الهواش خبير التوعية البيئية بالمنظمة الإقليمية أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد وجود الحياة، لافتا إلى أهمية التنوع الاحيائي ولذلك تحافظ جميع الدول عليه حتى يحي الناس في أجواء صحية بلا أمراض، مشيرا إلى تنوع الاحياء التي تعيش على الارض مشددا على أن التنوع يعتبر جزءا من اساس كل اشكال الحياة على الارض.
بدورها أكدت د. جنان بهزاد عضو مجلس إدارة جمعية حماية البيئة ومديرة البرامج والأنشطة أن العالم لن يصل إلى حلم التنمية المستدامة دون عقد الشراكات، وأن التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساس بمتطلبات الأجيال القادمة هي ما يطلق عليها اصطلاحا بالتنمية المستدامة، إلا أن مفهوم الاستدامة منفصل بات كلمة فضفاضة تسمح للكثير من العلوم الاستظلال بظلها.