منوعات
"كي الأوجاع الرثة"... هدى أبلان تطل على بلاد ما بعد السعادة
الخميس 03 نوفمبر 2022
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:تقدم هدى أبلان في مجموعتها الشعرية "كي الأوجاع الرثة" لغة مكثفة تحمّل نصوصها دلالات وتأويلات متنوعة، وتحرص على تقديم مقطوعات ذات جمل قصيرة وصور متتالية تقرب المسافات بين النص وقارئه، فيهيمان معا في عالم متمازج.جاءت المجموعة الصادرةعن الآن ناشرون وموزعون في الأردن في 162 صفحة من القطع المتوسط، وأهدتها المؤلفة، في نص يضج بالإسقاطات الإنسانية والوطنية: "إلى المدينتين العربيتين العظيمتين اللّتين بكيتُ فيهما كثيرًا؛ الرباط حين ماتت أمّي... وصنعاء حين مات وطني.. في الأولى أقمنا العزاءات وبنينا من ملامحها معمارًا في الروح وفي الثانية لا عزاء يرمّم القلب إلا السَّلام"ومن أجواء المجموعة:حين توارى خلفَ الرؤيةِ وغمرَتهُ السَّكينةُ الأبديَّةُفُتحت أمامَهُ شبابيكُ الحسرةلهُ أن يحطَّ على راحةِ الحلمِكأيّ منقار سماويٍّيلتقطُ السؤالَمغمورًا بألوان الدهشةِداخلًا في اللوحةِ الباهتةِتلك التي يُسمّونها بلادَ ما بعد السعادة..وحفلت بالرمزية التي تجعل من العام خاصا ومن الخاص عاما كما يبدو في النص الذي يقول:أيقظَ الطوفانَ من سُباتِهِ الأوَّلِومضى خلسةً عند قبرِ نوحٍكي لا يتدلّى حبلُ النَّجاةِ مرَّةً أخرىأطفأَ النَّشوةَ في الأخشابِوهي تنتظرُ رشفتَها الموعودةَ وتركَ الأيدي عاطلةً من رحابةِ الأمل..في حين تظهر أوجاع الكاتبة التي تتداخل فيها هموم عدة ذات أبعاد اجتماعية ووطنية وإنسانية، ويختلط فيها الحاضر بالماضي ليثمرا معا وجعا يؤرق الواقع الذي تعيشه الشاعرة:الصُّورةُ اليومَ داكنةٌغابَتْ عنها الأضواء..ظامئةٌ لا ماءَ في خصلاتِ الوردِلا دماءَ في عروق الوقفةِ الخالدةِذابت كلُّها في مِلحِ الوقتِوتداعى البيتُالّذي أنجبَ عواءَ السَّلالم..وغرسَ أنيابَهُ في ثوبِ العيدِلينهمرَ دمُ الأمِّ الَّتي ألبسَتْنا.