طلال السعيدالكويت ليست بحاجة إلى مزيد من الهيئات، فعندنا منها ما يكفينا، بل ويزيد عن حاجتنا، ونستطيع تصديره الى منطقة الخليج!المشكلة اننا اصبحنا نسير عكس التيار، فالتوجه العالمي نحو تخفيض الهيئات لضغط المصاريف، وتخفيف العبء على الميزانيات، ونحن نصرف بكرم شديد على علاج عيال الناس، وايوائهم، وتغذيتهم، وهم "لاجزاء ولاشكورا"، وياليتنا نسلم من بذاءتهم! في كل اجتماع لمجلس الوزراء يقترحون انشاء هيئة جديدة أو كيان جديد، ولعل آخر هذه الكيانات ما نص عليه قرار مجلس الوزراء الاخير بإنشاء كيان يعنى بتنفيذ الاشتراطات الصحية لما نص عليه قرار العودة الى الحياة الطبيعية، فلم يفهم مواطن واحد ماذا يعني هذا القرار، وكيف سيكون انشاء هذا الكيان، فهناك وزارة الصحة، وكذلك وزارة الداخلية والتنسيق بينهما مستمر، بدليل قرار حبس من لا يتلثم بقناع واق، حتى قبل ان تتوافر الكمامة، وهناك قرار الـ"بلوك" الذي ألغي بسبب الزحام الشديد، وليس حبا في المواطن!
فما الذي سيضيفه كيانهم العتيد الذي لم يجدوا اسما مناسبا له، الا ذلك الاسم الطويل، الذي ما ان تتذكر اوله حتى تنسى اخره، مع الاسف الشديد، فما مصير هذا الكيان اذا عادت الحياة الى طبيعتها، وهل هو ايضا لفرض السجن والغرامة او لوضع "بلوك" جديد؟ بقليل من التفكير نجد ان عندنا أكثر من جهة تستطيع اداء هذه المهمة من دون انشاء كيان جديد، ومنها ادارات في وزارة الصحة نفسها تتمنى ان تسند اليها اي مهمة، الا اذا كان الغرض مزيدا من فرض الغرامات والتهديد بالسجن!حين كانت الصحة الوقائية قسما صغيرا في الصحة حققت ما لم تحققه الادارة الحالية، وما يعرف عنها انها واجهت الاوبئة في ذلك الوقت، وقضت عليها، الاّ ان الواضح انه كلما كبر الاسم قل العطاء، وها نحن حاليا تتقاذفنا امواج التخبط في القرارات، والخلافات داخل مجلس الوزراء نفسه، الذي اضاع بوصلة التضامن الوزاري ليدفع المواطن الثمن!زبدة الحديث تكمن في العودة الى كياناتكم السابقة وستجدون فيها ما يغنيكم عن الجديدة، ومارسوا السياسة بشكلها الصحيح بعيدا عن التشبث بالكراسي، وتقاذف المسؤولية، فقد أضعتم من ايديكم التفاف الناس حولكم، وذهب ادراج الرياح تصفيقهم لكم، ورغم كثرة مؤتمراتكم غير انكم تعجزون عن شرح وجهة نظركم، واكتفيتم بحط "بلوك" وشيل "بلوك"... زين.