الأربعاء 23 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

كيف أصبح الطفل إقبال رمزاً إنسانياً؟

Time
الأربعاء 07 يوليو 2021
السياسة
محمد الفوزان

في باكستان، وفي مدينة تدعى موريدكي تبدأ قصة بطلنا إقبال الذي صار رمزًا إنسانيًا.
طفل لم يتجاوز الخمس سنوات من عمره تم بيعه للعمل في مصنع للسجاد، فبسبب الفقر الساحق باعته عائلته لصاحب المصنع مقابل مبلغ سبعة دولارات فقط.
‏‏كان إقبال يبدأ العمل قبل الفجر مقيدًا بالسلاسل لمنع هروبه، هو والعشرات من الأطفال الآخرين، في ظل ظروف قاسية من سوء التغذية، وبيئة العمل الخانقة، فلا فتحات تهوية ولا وسائل أمان.
‏عندما بلغ العاشرة من العمر عَلِم إقبال أن الحكومة الباكستانية جرّمت نظام العبودية الإجرامي، لكنه كان ما زال مستمرًا بشكل عرفي في المناطق الفقيرة الشبيهة بقريته، عندها وضع خطة للهروب من سجنه الخانق، وتمكن من تنفيذها، لكن أُلقي القبض عليه من قِبل بعض عناصر الشرطة الفاسدين، وتمت إعادته إلى رب عمله.
‏‏هرب إقبال مرة ثانية، ونجح بالانضمام الى جبهة تندد بعبودية الاطفال، وتدعو الى تحريرهم، وبدأ ينشر التوعية والمعلومات عن الأطفال ذوي الحالة الشبيهة لحالته، وبسبب حملته التوعوية تم تحرير آلاف الأطفال من عبوديتهم.
‏ساعد إقبال أكثر من ثلاثة الاف طفل باكستاني على الهروب، والحصول على الحرية، وجال العالم يلقي الضوء على قضية عمالة الأطفال، وقرر استكمال ما يستطيع من دراسته، لكن وبعد فترة وجيزة من عودته من رحلة الى الخارج، وعلى يد منظمات اجرامية تضررت من تحركاته اغتيل رميًا بالرصاص في 16 إبريل 1995 في عمر 12 عامًا، وحضر جنازته نحو ثمانية الاف من المشيعين.
‏‏كانت قصة إقبال سببا في تأسيس منظمات عدة مثل" Free the Children" وهي مؤسسة خيرية مقرها في كندا، ومؤسسة" Iqbal Masih Shaheed Children Foundation" التي أنشأت أكثر من 20 مدرسة في باكستان، وفي يناير 2009 اطلق الكونغرس الأميركي جائزة سنوية باسمه للقضاء على عمالة الأطفال في العالم.
‏‏يُذكر أنه في عام 2011 تم انتاج فيلم سينمائي عن سيرة إقبال بعنوان "Carpet Boy".
يقول برنارد شو:" دائما هناك أناس يصنعون الأحداث، وهناك أناس يتأثرون بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث".

إمام وخطيب
[email protected]
آخر الأخبار