الاثنين 19 مايو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كيف استطاعت أوروبا الإفلات من أزمة الطاقة؟

Time
الثلاثاء 23 مايو 2023
View
9
السياسة
د.عدنان بن أحمد الأنصاري

قبل أن نناقش كيف استطاعت أوروبا الافلات من أزمة الطاقة خلال الحرب الروسية - الأوكرانية، دعونا نتحدث عن الحرب نفسها.
بعد الثورة الأوكرانية في عام 2014، اندلعت حرب في شرق البلاد بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الروس، المدعومين من قبل روسيا.
خلال الحرب، دخلت روسيا في نزاع مع أوروبا بشأن الطاقة، حيث إن موسكو كانت تزود العديد من دول أوروبا بالغاز الطبيعي.
لكن كيف استطاعت أوروبا الافلات من أزمة الطاقة خلال هذه الحرب؟
هناك عوامل عدة تساعد في ذلك.
أولاً، كانت هناك تحولات في صناعة الطاقة في أوروبا. وهذا يعني أنه كان هناك توجه نحو الطاقة المتجددة، والحفاظ عليها، وبالتالي، تم تنفيذ العديد من المشاريع لتوليد الطاقة المتجددة في أوروبا، مثل مشاريع الرياح، والطاقة الشمسية، ومشاريع الطاقة الحرارية.
ثانيًا، عملت بعض البلدان على تنويع مصادر الطاقة التي تعتمد عليها. على سبيل المثال، انتقلت ألمانيا تدريجيًا من الطاقة النووية والفحم إلى الطاقة المتجددة.
وفي المملكة المتحدة، تم اعتماد ستراتيجية لتنويع مصادر الطاقة، وتم إدخال مصادر، مثل الغاز الطبيعي المستمد من الولايات المتحدة.
ثالثاً، عملت العديد من البلدان على التحضير لأي ضروريات محتملة، وقد تم تنفيذ بعض الخطط لتخزين الطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات التي يمكن الاكتفاء بها، مثل الطاقة الحرارية والطاقة الشمسية.
أخيرًا، تم اتخاذ بعض الإجراءات الحكومية لخفض الاعتماد على الطاقة المستوردة من روسيا، وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات لتشجيع المنافسة في سوق أوروبا، وتحفيز الشركات المحلية للاستثمار في مشاريع الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، خفضت أوروبا من استهلاكها للطاقة بشكل كبير عن طريق تحسين كفاءة استهلاكها. وقد طبقت العديد من الحكومات التشجيعات المالية والضرائب على المستهلكين والشركات التي تستخدم كميات كبيرة من الطاقة.
في النهاية، كانت هناك عوامل عدة تجعل أوروبا قادرة على الإفلات من أزمة الطاقة خلال الحرب الروسية -الأوكرانية. وكانت هذه العوامل تتضمن تحولات في قطاع الطاقة في أوروبا، تنويع مصادرها، والتحضير لأي ضروريات محتملة، واتخاذ إجراءات حكومية لتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة من روسيا. وهذه الإجراءات كانت نجاحًا في حماية أوروبا من حدوث أزمة خلال الحرب الروسية- الأوكرانية.
لقد كانت النرويج دائماً ملتزمة الديمقراطية والحقوق الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النرويج هي واحدة من أكثر الدول ازدهارًا في العالم، حيث تمتلك احتياطيات هائلة من النفط والغاز الطبيعي، ولايزال هناك مساحات واسعة من البلاد تنتظر الاستكشاف. وبناء على ذلك، فإن واحدة من أكثر الطرق البديلة للاستفادة من هذا الحجم الهائل من الطاقة الموجود في النرويج هي استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وبخاصة الهيدروليكية والرياح.
تعد النرويج مثالًا للغاية بالنسبة للعالم فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وذلك بفضل مجموعة متزايدة من المشاريع الضخمة والابتكارات التي تعمل على تطويرها وتعزيزها.
وفي الواقع، فإن النرويج باتت تعد واحدة من أكبر المستثمرين في الطاقة المتجددة في أوروبا والعالم.
عندما نتحدث عن الطاقة النرويجية المستقبلية، يمكن أن نرى دورًا مهمًا لها في مساعدة أوروبا للتغلب على الأزمات الحالية. يمكن أن يؤدي الاستخدام الفعال للطاقة الشمسية، والرياح، والهيدروليكية إلى توفير الطاقة الرخيصة والقابلة للاستدامة والتي تحد من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة التي تسبب ضررًا بيئيًا.
ومن خلال الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة، ستتمكن النرويج من توليد الطاقة بكميات وافرة، مما سيعزز الاستقرار الاقتصادي للدول المستفيدة، وبخاصة تلك التي تعاني من أزمات الطاقة.
وبالتالي، فإن النرويج قد تصبح مصدرًا كبيرًا للطاقة النظيفة والموثوقة، مما يدعم الجهود العالمية لتحقيق الأهداف البيئية لتقليل انبعاثات الكربون والتحول إلى مستقبل أكثر استدامة.
وفي النهاية، فإن النرويج تمتلك إمكانات هائلة للمساهمة في انقاذ أوروبا من الأزمات، والطاقة النرويجية المستقبلية قد تكون وسيلة فعالة لتحقيق ذلك. لذلك، يجب على الحكومات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم العمل معًا لدعم هذه الجهود والاستفادة من فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة في النرويج لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للجميع.

سفير عماني سابق لدى الكويت
آخر الأخبار