لم تكن شبكة "نتفليكس" المتخصصة في تقديم خدمة البث الحي والفيديو حسب الطلب عند إطلاقها في أغسطس عام 1997 سوى شركة متخصصة في خدمة بيع وتأجير الأقراص المدمجة، والآن باتت واحدة من أهم وأكبر الشركات الترفيهية التي يبلغ عدد مشتركيها اليوم أكثر من 151 مليون مشترك من أكثر من 190 دولة حول العالم.وقد مرت "نتفليكس"، التي أسسها "مارك راندولف" و"ريد هاستينج" في سكوتس فالي في كاليفورنيا، بعدة مراحل نمو عبر السنوات حتى وصلت إلى مرحلة إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية.وكان راندولف يعمل مدير تسويق في شركة هاستينج التي كان اسمها "بيور أتريا"، كما كان راندولف مؤسسًا مشاركًا لشركة "مايكرو ويرهاوس".في عام 1997 باع هاستينج شركته إلى شركة "راشونال سوفت وير كوربوريشن" مقابل 700 مليون دولار، وتوصل راندولف وهاستينج معًا إلى فكرة "نتفليكس"، واستثمر هاستينج رأس مال أولي في الشركة الناشئة بلغ 2.5 مليون دولار.واستقر الاثنان على تقديم خدمة تأجير الأقراص المدمجة، ولم يكن لدى الشركة في بداية تأسيسها سوى عشرات الموظفين وأقل من 1000 فيلم ويعتقد الكثيرون أن الحظ لعب دورًا كبيرًا في نجاح "نتفليكس"، إلا أن هناك سلاحًا قويًا كانت تعتمد عليه الشركة غير الحظ وهو الفهم الجيد للسوق.في عام 1997 كانت شركة "بلوك باستر" لتأجير أفلام الفيديو هي الشركة المسيطرة على السوق، وبينما كان يُنظر لـ "نتفليكس" باعتبارها مجرد شركة لتأجير الأقراص المدمجة، إلا أن ذلك لم يكن نهاية المطاف بالنسبة لـ "نتفليكس"، بل كان طموحها أكبر من ذلك بكثير.في عام 1997 أطلقت "نتفليكس" مكتبة فيديو تضم أكثر من 900 فيلم وكانت سياسة التأجير الخاصة بها تمتد إلى 7 أيام كحد أقصى، وفي غضون بضعة أشهر اتسعت مكتبة الفيديو لتضم 3100 فيلم.وبحلول عام 2000 كان لدى الشركة 5200 فيلم، وفي هذا الوقت تقريبًا بدأت الشركة في تقديم نموذج الاشتراك مقابل 15.95 دولار شهريًا، وقد بدأت "نتفليكس" تشهد نموًا كبيرًا منذ ذلك الحين، إذ وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 6.3 مليون مشترك بحلول نهاية عام 2006.
وبدأت "نتفليكس" تحقق أرباحا كبيرة والتي وصلت إلى أكثر من 80 مليون دولار في نفس العام.في عام 2007 أقدمت الشركة على مخاطرة كبيرة بإطلاقها أول منتجاتها للبث الحي ولم تكن التقنية التي يتطلبها تنفيذ ذلك موجودة في ذلك الوقت، لكن الشركة استثمرت أكثر من 40 مليون دولار في البحث والتطوير في حين واجهت "نتفليكس" بعض العقبات في الطريق، إلا أنها واصلت النجاح والنمو وظلت شبكة "نتفليكس" تبث محتواها للأميركيين فقط حتى عام 2010، حيث أصبحت متاحة في كندا ذلك العام.في عام 2011 باتت متاحة في أميركا اللاتينية وفي منطقة البحر الكاريبي، وفي المملكة المتحدة في 2012، من أجل مواصلة نموها أقدمت الشركة على إنتاج المحتوى الأصلي، فأنتجت مسلسل "هاوس أوف كاردز"، والذي ظهر للمرة الأولى عام 2013، ونال إعجاب عدد كبير من المشاهدين.كما عزز مكانة "نتفليكس" في إنتاج المحتوى، وبلغ إنفاق الشركة على إنتاج المحتوى نحو 8 مليارات دولار عام 2018، بزيادة قدرها مليارا دولار عن عام 2017.يعد أكثر ما يجعل "نتفليكس" جذابة لعدد كبير من المشاهدين هو أنها تقدم واجهة مستخدم بسيطة .كما تتيح "نتفليكس" للمستخدمين إنشاء قائمة بالأفلام والبرامج والمسلسلات التي يفضلونها، كما تقدم خيارات مخصصة للمستخدم حسب ذوقه، وذلك بناءً على سجل مشاهدات المستخدم، كما أضافت الشبكة ميزة تنزيل المحتوى عند عدم الاتصال بالإنترنت.رغم أن "نتفليكس" تسيطر على حصة كبيرة من السوق، إلا أن لديها منافسين أقوياء مثل شبكة "هولو" الأميركية و"أمازون برايم"، لكنها تحاول التغلب على منافسيها بالتركيز أكثر على إنتاج محتواها الخاص.