السبت 20 ديسمبر 2025
13°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

كيف تصبح رئيساً جيداً لمجلس الإدارة ؟... 8 مهارات رئيسية للنجاح في المهمة

Time
السبت 23 فبراير 2019
السياسة
تتشكل مجالس إدارات الشركات من قادة الأعمال ذوي الخبرة، وعلى سبيل المثال فنصف مجالس الشركات المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" تقوم بمهام الرؤساء التنفيذيين، والغالبية العظمى من المجالس المتبقية تتضمن رؤساء تنفيذيين سابقين، بحسب تقرير لـ "هارفارد بزنس ريفيو". لكن هذا الارتباط بين المهمتين الإدارية والتنفيذية يوجد مشكلات، فمن الصعب على مجلس إدارة يقوده الرئيس التنفيذي مراقبة هذا الرئيس، ولعل ذلك هو السبب في بدء فصل الأدوار عقب فضائح الشركات الأميركية في التسعينات وأوائل الألفية الثالثة. ومع ذلك، فإن هذا الفصل يمكنه خلق مشكلة أخرى، إذن ما الممارسات الصحيحة لدور رئيس مجلس الإدارة، وكيف تختلف عن الممارسات التقليدية لكبار المسؤولين التنفيذيين، والرئيس التنفيذي على وجه التحديد؟
بحثا عن إجابة دقيقة، أطلق مركز حوكمة الشركات التابع لكلية إدارة الأعمال "إنسياد"، مشروعا بحثيا استطلع خلاله آراء 200 رئيس تنفيذي من 31 دولة، وحاور خلاله 80 رئيسا منهم و60 مساهما وعضوا بمجالس الإدارة في مقابلات مباشرة مطولة. إن وجود رئيس مجلس إدارة فاعل، يوفر القيادة ليس للشركة مباشرة وإنما للمجلس نفسه ويمكنه من العمل كأعلى هيئة لاتخاذ القرار، أو كما قال أحد المشاركين: رئيس مجلس الإدارة مسؤول عن المجلس ويمثله، والرئيس التنفيذي مسؤول عن الصورة العامة للشركة. هذا التمييز الحاسم يجعل وظيفة رئيس مجلس الإدارة مختلفة تماما عن الرئيس التنفيذي، ويحددها بمهارات، ويمكن تلخيص متطلبات هذا المنصب في 8 قواعد رئيسية حسبما أوردها موقع "ارقام":

الإرشاد:
أكثر من 85% من رؤساء مجالس الإدارة الذين خضعوا للدراسة، عملوا كرؤساء تنفيذيين في السابق، ونجحوا في مناصبهم بفضل قدرتهم على صياغة الرؤى واتخاذ الخطوات الجريئة، وتعيين الأشخاص المناسبين، وإصدار الأوامر، وتحمل المسؤولية، وتحديد الأمثلة المستهدفة.
لكن بعدما أصبحوا رؤساء لمجالس الإدارات، وجدوا جميعهم تقريبا أن هذه الكفاءات والسمات الشخصية التي صنعت منهم رؤساء تنفيذيين فاعلين، بالكاد تساعدهم في أدوارهم الجديدة كرؤساء مجالس، وفي بعض الأوقات تسببت في نتائج عكسية.
وتقول "ديان بيلرتس" واحدة من المشاركين في الدراسة من بلجيكا: بعدما أصبحت رئيسة لمجلس الإدارة: كان أصعب شيء بالنسبة لي هو إلغاء دوري كرئيسة تنفيذية. بالعمل مع مدرب خاص، تغيرت "بيلرتس" وتقول: اليوم أشعر بارتياح كبير لرؤية مجلس الإدارة يتوصل إلى قرارات جيدة دون أن أعلق بكلمة واحدة.

ممارسات فرق العمل:
حاول "ديفيد فيتزالان" الرئيس التنفيذي السابق لسلسلة متاجر تجزئة دولية، جاهدا تطبيق نهجه لبناء فرق العمل خلال الأيام الأولى لتوليه منصب رئيس مجلس الإدارة، وعقد لقاءين خارجيين للتحدث عن الأهداف المشتركة وقواعد عمل الفرق والتوقعات المشتركة للأعضاء. خلال اللقاء الأول حضر جميع المديرين العشرة، لكن عند اللقاء الثاني جاء ستة مديرين فقط، ومع ذلك ظل "فيتزالان" يحاول معهم، وبعد ثمانية عشر شهرا، أظهر تقييم مجلس الإدارة نتيجة سيئة بالنسبة إليه، إذ اعتبر المديرون جهوده بلا قيمة. التعاون في هذا السياق، هو ما تسميه "إيمي إدموندسون"، الأستاذة بكلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة هارفارد "التعاون كفريق" قائلة: يكون ذلك لجمع الخبراء في مجموعة موقتة بغرض حل المشكلات التي قد يواجهونها للمرة الأولى والوحيدة.

الإعداد المسبق للعمل:
غالبا ما يعتقد رؤساء مجالس الإدارات الذين لا يملكون الخبرة أن مهمتهم تدور حول إدارة الديناميكيات في غرف الاجتماع، فيما يدرك ذوو الخبرة أن اللقاءات ليست سوى قمة الجبل الجليدي الظاهرة، والحقيقة أن الأمر أكثر عمقًا.
ينصبُّ جزء كبير من عمل رئيس مجلس الإدارة على وضع جدول أعمال وبيانات موجزة حولها، فعلى سبيل المثال، يبدأ "فان دير ميروي" إعداد جداول أعمال الاجتماعات قبل عام من موعدها، إذ يطلب مدخلات كثيرة من الرئيس التنفيذي وكبار الموظفين. قبل اعتماد الجدول النهائي، يوزع "فان دير ميروي" مسودة منه على الأطراف المعنية، ويفعل الأمر ذاته عند إعداد البيانات الموجزة ويعلق على ذلك قائلًا: الناس يستعدون بشكل أفضل عندما تكون المواد واضحة وموجزة مع تصورات دقيقة.

الاهتمام باللجان:
يتفق الرؤساء ذوو الخبرة على أن تفعيل اللجان هو مفتاح نجاح مجالس الإدارات، أو كما يقول "فان دير ميروي": ننجز ثلاثة أرباع العمل خلال اجتماعات اللجان، فاللجان صغيرة الحجم ويتسم أعضاؤها بالتخصص، ودائمًا ما تكون نقاشاتها مباشرة ودقيقة. كرئيس مجلس إدارة، يحدد "ميروي" من ينضم إلى أي لجنة ومن يترأسها، ويبقي اللجان في عمل مستمر عبر مكالمات شهرية، يطلع فيها على تحديثات الخطط والقضايا المفتوحة، والأفكار المطروحة للمستقبل.

الموضوعية:
رغم أن العديد من رؤساء مجالس الإدارات المعينين حديثا يتوقون إلى استخدام معرفتهم وخبرتهم بشكل كامل، لكن الواقع القاسي يؤكد أن الإنتاجية الجماعية تعاني عندما يكون لقائد المجلس وجهات نظر قوية حيال قضية معينة.
هذا الدرس استخلصه "دون ماكغيل"، وهو شريك سابق في شركة استشارية أميركية، وأصبح رئيسا لمجلس إدارة منذ 12 عاما، لكن بعد نقاش مع شقيقته الأستاذة الجامعية، تغير سلوكه تماما، واليوم يركز خططه على كم من الوقت سيستغرق في الاطلاع على تقرير الرئيس التنفيذي وإجراء المناقشات التالية له، وتنظيم هذه النقاشات وتحديد من سيتكلم أولا أو لاحقا.

تقييم المدخلات:
عندما يصبح الرؤساء التنفيذيون السابقون رؤساء مجالس إدارات، يبدؤون البحث عن معايير لتقييم أداء المجلس، والبعض يستعين بمستشارين ستراتيجيين للمساعدة في تطوير مثل هذه المقاييس.
يقول "فرانز أبنزلر" الذي يرأس حاليا مجلسي إدارة شركتين متعددتي الجنسيات في سويسرا: القرارات التي يتخذها المجلس اليوم ستشكل مستقبل الشركة لعقود قادمة، ومن السذاجة الاعتقاد بأنه يمكن وضع مقياس لمعرفة مدى فاعلية المجلس بحلول نهاية العام. إذا كانت المدخلات جيدة فإن النتائج المرغوبة ستترتب عليها، وبالنسبة إلى "أبنزلر"، فهناك خمسة مدخلات بالغة الأهمية هي، الأشخاص، وجداول أعمال المجلس، والمعلومات والحقائق التي يتم التعامل معها، وعمليات المعالجة التي يقوم بها المجلس، ومحاضر الاجتماعات.

لا تصبح رئيسا تنفيذيا:
يتداخل رئيس مجلس الإدارة كثيرا مع بقية مستويات الإدارة وخاصة الرئيس التنفيذي، وقد يشترك معه في مراجعة جداول أعمال مجلس الإدارة، أو إعداد بيان صحافي، أو متابعة قرارات المجلس، أو مقابلة المنظمين.
في بعض الحالات، يزور رئيس مجلس الإدارة العملاء والبائعين ويحضر المؤتمرات الصحافية ويعقد اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين، وهي فرص إضافية للتواصل مع الرئيس التنفيذي، لذلك في بعض الحالات يرى رئيس مجلس الإدارة نفسه كمدير للرئيس التنفيذي. يعي أيضا رئيس مجلس الإدارة الناجح أن مهمته هي التأكد من توفير مجلس الإدارة للأهداف والموارد والقواعد والمساءلة اللازمة لتنظيم عمل ومساعدة الرئيس التنفيذي.

ضبط التعامل مع المساهمين:
إذا كان مدير الرئيس التنفيذي هو المجلس، فإن مدير المجلس هم المساهمون، والذين تشكل العلاقة معهم مصدر قلق كبير لرئيس مجلس الإدارة، الذي عادة ما يكون الواجهة الرئيسية للشركة.
بالنسبة إلى الشركات العامة، تحدد اللوائح بصرامة متى وكيف يتم الاتصال بين مجلس الإدارة والمساهمين، والهدف من ذلك ضمان معاملة عادلة لجميع المساهمين بغض النظر عن حجم حيازاتهم.
المعاملة العادلة للمستثمرين مهمة للشركات الخاصة أيضا، لكن رؤساء مجالس الإدارات بها يكونون أكثر حرية في هيكلة علاقاتهم مع المساهمين.
آخر الأخبار