"كيف تقرأ الشكل الدال؟"... دراسة تأثير التكنولوجيا في صناعة الصورة

كيف تقرأ الشكل الدال- دراسة تحولات الشكل الدال في الواقع الافتراضي" عنوان الكتاب الذي صدر للباحث والفنان التشكيلي عبدالله التميمي، عن "دار أمواج".
يتناول المؤلّف تأثير تكنولوجيا الاتصالات في صناعة الصورة على تكوين الأشكال وتوسّع مفهومها ليشمل الكثير من المجالات المعمارية والطب والإعلام وعالم التسوق الإلكترونــــي، إذ يتجســــّد الواقع الافتراضي كوسيط يمثل مخزوناً بصرياً للأشكال الدالة، وانعكاس ذلــــك على الفنون مـــــن خـــــلال الجمع بين عناصـــر بناء العمل الفني والتقنيـــــــة في الوقت نفسه، واختزال الواقع الحقيقي بمنظومة رمزية جديدة.
ويتحدث المؤلف عن تأثيرات الضوء والظل والخط التي تعتمد على إنتاج أشكال وهمية ثلاثية الأبعاد ذات إيحاءات ودلالات إدراكية مرئية، كما في فن الشارع الذي يعتمد بالدرجة الأساس على درجة التباين بين الألوان، لإنتاج فكرة المنظور في الحيز المكاني، بهدف التجسيم والخداع البصري، فيتوهم المتلقي وجود عمق فراغي ولكن في الوقت نفسه لا يستطيع أن يلمسه.
ويؤدي التباين بين حجم العناصر الكبيرة والصغيرة إلى إدراك العمق الفراغي نتيجة تطابق الفارق الحجمي للعناصر المكونة للشكل الدال، فتكون الأشياء بعيدة نوعاً ما بالنسبة لموقع الرائي وإدراكه لها، وكلما اقترب العنصر من الرائي كبر حجم الشكل بالنسبة له.
ويري المؤلف أن الشكل في العالم الافتراضي يجمع بين ثناياه عناصر متناظرة عدة بين الواقع والخيال، يتمثل ذلك بين الأشكال الثابتة والمتحركة، ويعمل الفنان على نسجها لتكوين عمل فني متجانس يتصف بالوحدة والتكامل، وكأنها في العالم الحقيقي من حيث الحركة والإحساس.
وفي السياق ذاته لا يمكن لنا اعتبار الشكل وعاء مستقلا عن عناصر العمل الفني، كما أن الشكل في الواقع الافتراضي ليس قالبا تصب داخله المادة الخام، بل إنه أشبه بنسيج العنكبوت الذي ينسج بنظام الكتروني ثلاثي الأبعاد.