السبت 21 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

كيف يتجرأ الوافدون على خرق القوانين؟

Time
السبت 06 مايو 2023
View
12
السياسة
أحمد الدواس

ضبطت الشرطة النمساوية رئيس الدولة فان دير بيلين وزوجته "متلبسين" بخرق حظرالتجول ليلا خلال وباء "كورونا"، داخل مطعم في العاصمة فيينا، واعترف الرئيس بذلك، وقال: "لقد تجاذبنا أطراف الحديث، وللأسف أغفلنا الوقت".
أضاف بشيء من الندم: "أنا آسف لهذا حقا، لقد كان خطأ"، وفي بريطانيا رمى انكليزي عفشه القديم في الطريق فحكمت عليه المحكمة بغرامة 50 ألف إسترليني أو السجن سنة.
ودفع رئيس تشيلي 3500 دولارغرامة لعدم التلثم بالكمامة، حيث كان يتنزه على الشاطئ، واقترب منه شخص غريب، وطلب منه التقاط صورة للذكرى، ولم يكن أي منهما يتلثم كمامة واقية.
وفي فرنسا كان مصير الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي السجن بتهمة الفساد، وسُجن رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما بتهمة الفساد، واضطر ملك إسبانيا خوان كارلوس الى تسديد ضريبة مقدارها أربعة ملايين يورو للحكومة الإسبانية، وفي سنغافورة يدفع من ينتقدها كذبا غرامة 15ألف دولار، وتدفع الشركات ثلاثة أرباع المليون.
وفي أميركا تحدث رئيس تحرير صحيفة "ألاباما" بلهجة عنصرية عن تفوق البيض فأُقيل من منصبه، واستُبدل بامرأة أميركية من أصل أفريقي.
ويقضي القانون في السعودية بالسجن والغرامة لكل من يقتني الحيوانات المفترسة.
وفي فبراير الماضي منعت الإمارات امرأة انكليزية من أن تقلها الطائرة الى لندن لأنها شتمت في برنامج المحادثة "واتساب"، فانفجرت باكية أمام الشرطة، التي نقلتها لثلاثة مخافر متتابعة، وقالت إنها توسلت للشرطة الإفراج عنها فليس لديها شقة، أو وظيفة، أو مال، لكنها ظلت في البلاد تنتظر الغرامة أو السجن، فقط لأنها شتمت صديقتها في السكن، فقدمت السفارة البريطانية المساعدة لها، وهذه أمثلة فقط.
لقد تقدمت هذه البلدان بفرض القانون بالقوة، فلماذا لانطبق القوانين الصارمة في بلدنا؟
فيما تحدى كثير من الوافدين قوانيننا المحلية، صحيح ان بعضهم أخلاقه حسنة لكن كثيرين منهم لديهم شعور ان البلد "سائب"، فيا حكومة، يا وزارة الداخلية افرضوا القانون بالقوة، فالمواطن يشعر أن هيبة الدول غائبة، وأجهزة الأمن لاتؤدي واجبها المطلوب، فازدادت الجرائم بكل أشكالها، لدرجة شعر معها أحد الوافدين بتراخي وضعف الأمن فركل شرطيا في بطنه.
وتجرأ وافد آخر على شتم رجل الأمن، ولو كان الفاعل في بلدهم كويتيا لرموه في غياهب السجن، وانهالوا عليه بالسباب، كما سُرقت أسلاك الكهرباء ومناهيل المطر، وأشعلت الحرائق عمدا، وهناك منهم من يروج المخدرات، ويمارس السرقة، والرشوة، والتزييف والسطو المسلح.
بل وشوهد وافد في ساحة ترابية ينصب شبكة فاصطاد مجموعة كبيرة من طير الحمام، جمعها ووضعها في سيارته، فيما الحدود منتهكة، إذ رسا إيرانيون بقواربهم ليلا على سواحل الكويت، وهربوا إلينا المخدرات بشتى الطرق، وبالأمس أعلنت جمعية المحامين إيقاف 13 مكتباً للمحاماة يديرها وافدون، والأمثلة كثيرة.
نتمنى ان تستفيد الكويت من تجربة اليابان ففيها قوانين صارمة تُشعر المرء بهيبة الدولة، فاليابان تكاد تخلو من الجرائم، ويُعزى السبب إلى تواجد الشرطة في كل مكان، واهتمامها بالحالات البسيطة للغاية لمجرد شك بسيط، فقد راقبت شخصاً كان يحوم قرب سيارة متوقفة قرب جمعية تعاونية فهاجمته وحققت معه، وجاءت مهرولة لربة منزل استنجدت بهم لأن لصاً سرق ملابسها من على حبل الغسيل، هكذا تكاد تخلو اليابان من الجرائم، لالتزام اليابانيين والوافدين فيها بالنظام واحترامهم له.

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار