الاقتصادية
كيف يحتضن الغرب أكبر شبكة تقنية للتنصت على العملاء وتسجيل محادثاتهم؟
الأحد 19 يناير 2020
5
السياسة
اشارت تقارير حقوقية وإعلامية إن الصين تطبق نظامًا لمراقبة مواطنيها وتعقب حركتهم، عبر تقنيات مثل التعرف على الوجوه وجمع البيانات وأساور رصد الموقع والنشاط الحيوي وحتى التنبؤ بالجرائم. في حين لا تنفي الصين استغلالها للتقنيات الحديثة، فإنها تتعلل بدعم منظومتها الأمنية، وفي المقابل فإن اتجاهًا غربيًا ربما غير منظم لتعقب أبسط السلوكيات في حياة الملايين حول العالم آخذ في الصعود مؤخرًا على يد حفنة من كبرى الشركات التقنية مثل "آبل" و"أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل" وفقا لـ " ارقام". "روثي سلاتيس" هي موظفة سابقة لدى "أمازون" تم تعيينها في خريف عام 2014، وتقول إن مهمتها كانت نسخ الملفات الصوتية لصالح شركة التجارة الإلكترونية، حيث عكفت وزملاؤها على الاستماع إلى محادثات عشوائية وتدوين ما جاء بها. وتزامن تشكيل فريق "روقي" مع كشف الشركة عن مساعدها الصوتي "إيكو" المدعوم ببرنامج "أليكسا"، وتقول "أمازون" إن هذا العمل كان ضروريًا بالنسبة لمنتج التعرف على الكلام وتم في سرية عالية للغاية، علمًا بأن التسجيلات تضمّنت لحظات شخصية بين المواطنين داخل منازلهم.و كانت "أمازون" تسجل كل أمر صوتي بالقرب من الجهاز، وتعتمد في تدريب النظام الخاص بـ"أليكسا" على "شركاء البيانات" أمثال "روثي"، التي كانت تعتقد في البداية أنها تستمع إلى اختبارات مدفوعة الأجر، لكنها أدركت أن الأمر لم يكن كذلك.وتقول "روثي"، التي استقالت في عام 2016: كانت التسجيلات التي نستمع إليها في كثير من الأحيان شديدة الانفعال، أو محرجة للغاية، وبها اعترافات بأسرار ومخاوف هائلة، وبما أن برنامج النسخ ذلك توسّع مع تزايد شعبية "أليكسا" فقد نمت المعلومات التي يتم تسجيلها. في الخمس سنوات الماضية، اشترى ربع الأميركيين أجهزة المتحدث الذكي من "أمازون" و"جوجل" و"آبل"، والبعض أقبلوا على منتج "فيسبوك" المعروف بـ"بروتال" والذي يحتوي على شاشة، لكن "أمازون" كانت الأوفر حظًا في هذا السوق ببيعها أكثر من 100 مليون جهاز. تقدّر شركة الاستشارات "جونيبر ريسيرش" بلوغ حجم سوق السماعات الذكية 11 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2023، وسيكون هناك نحو 7.4 مليار جهاز خارج المنازل. وخلال السنوات الماضية كثفت "آبل" حصدها للبيانات الصوتية وتحليلها بشدة، خشية أن يكون إدراك "سيري" وسرعته أقل من مساعدَي "غوغل" و"أمازون"، في عملية وصفها متعهدون سابقون بأنها "شيء قادم من رواية 1984". قد تكون قدرة شركات التقنية الكبرى على الاستماع لأسرار العملاء خطرًا وانتهاكًا فادحًا للخصوصية، لكنها ليست المصدر الوحيد لمعلوماتها عن مستخدمي منتجاتها، سواء كانت مساعدا ذكيا أو جوالا أو ساعة أو منصة تواصل.