كل الآراء
كَمَا تَفْعَلْ يُفْعَلُ مَعَكْ... وَلَوْ طَالَ الزَّمَنْ
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022
10
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويأؤمن وأصدّق وأعتقد بصحة مقولة "كَمَا تَفْعَلْ يُفْعَلُ مَعَكَ،" وشبيهاتها، مثل كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد، وأنّ الجزاء من جنس العمل، وكما تفعل تجازى بفعلك، وذلك بسبب أنها، بالنسبة لي على الأقل، تمثل أحد المكوّنات المهمة في مستودع السيناريوهات والتجارب البشرية، والفكر الإنساني عبر التاريخ، فما يكون عليه سلوك الانسان، ستكون عليه النتائج التي سيحصل عليها، وكذلك العواقب التي سيتحمّل تبعاتها "مهما حاول لاحقاً التملّص من ذلك"، ومن بعض دلائل صدق قول كَمَا تَفْعَلْ يُفْعَلُ مَعَكْ، وكيفية اختيار الانسان لمبادئ سلوكية وأخلاقية مناسبة تقيه بعض الشرور المحتملة لأعماله، وتوفيه حقّه في التقدير والاحترام المتبادل، ما يلي:-دلائل صدق مقولة "كَمَا تَفْعَلْ يُفْعَلُ مَعَكَ": يوجد مستودع كوني للسيناريوهات الانسانية السلوكية المتكررة تتطابق سياقاتها وطرقها ونصوصها في أغلب إذا لم يكن في كل المجتمعات البشرية، وهي تتجلى في أنّ طريقة تفكير الانسان ستخلق ظروفه، وستصنع ردود أفعاله، وستشكّل حتماً طبائع حاضره ومستقبله، فكما يفعل المرء بالآخرين من خير أو من شر سوف يرد له ويرتد عليه، ولو طال الزمن، فالبوصلة الأخلاقية الكونية وسيناريوهاتها الثابتة لا تختل إطلاقًا، ولا سيما فيما يرتبط بما يرتكبه الانسان من ذنب في حق أخيه الانسان الآخر، كظلمه وكقهره وكسحقه وكقتله وكتدمير مجتمعه، فكما تدين تدان، ولو بعد حين.-اختيار مبادئ أخلاقية وسلوكية تدرأ تقلّبات الزمن: حين يختار العاقل مبادئ أخلاقية سلوكية سلمية وإيجابية ومجزية له نفسيًا وروحيًا، ولا تضر أخيه الانسان الآخر، فسوف يطمئن في حاضره وفي مستقبله، وكلما تجنّب الاضرار بأخيه الانسان الآخر المختلف عنه، أمِنَ ألاّ يتعدى عليه الآخرون، وكلما التزم بتعهداته الأخلاقية تجاه أبناء جلدته الدينية أو العرقية المتوقعة منه، ونأى بنفسه عن إيذائهم أو التعاون مع أعدائهم لتدميرهم، فهو سيكون دائمًا محل تقدير العقلاء وأهل الحكمة، وكلما حافظ المرء على حياده في الصراعات السياسية في عالم اليوم، ضمن ألاّ يتدخّل الآخرون في شؤونه الوطنية، وكلما تَنَزَّهَ بنفسه عن الغدر والخيانة، كان جزاؤه الاحترام والتقدير.كاتب كويتي@DrAljenfawi