كُلَّما طَوَّرْتَ شخصيتك تَحَسَّنَتْ أَحْوَالُك

د. خالد عايد الجنفاوي

"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس 7-10).
أعتقد أنّ عملية تطوير الشخصية يجب أن تبدأ من سن البلوغ، ويفترض أن تستمر طول العمر، وما أقصده بالتطوير في سياق هذه المقالة هو حرص العاقل المتمكّن من نفسه على إنماء وترقية شخصيته قدر استطاعته.
ومن بعض الجوانب الإيجابية في الشخصية التي من المفترض أن يحرص المرء العاقل على تطويرها وإثرائها على الدوام، وجوانب الشخصية التي يجب الاهتمام الشديد بتطويرها، نذكر ما يلي:
-إذا تطوّرت باستمرار أنماط استجابة الانسان للعالم الخارجي، وتجددت بشكل متواصل طريقة تفكيره الشخصية، ونقيت دوافعه النفسية الداخلية ونمى عقله الباطن، ستتحسّن كل أحواله.
-القِيم الأخلاقية الأساسية: إذا ترسّخت في نفس المرء قيم أخلاقية معتدلة وفعّالة وإيجابية في الوقت نفسه، فسيكون بنيانه الشخصي الأساسي متينًا وفعّالاً على الدوام، مهما كانت شدة أو تعقيد الظروف، والمواقف الحياتية التي يجد نفسه فيها.
-التعامل مع الضغوط النفسية: تتطوّر المناعة النفسية لدى الانسان عندما يختار بإرادته طريقة تفكير فعّالة للتعامل مع الضغوط النفسية التي يتعرّض لها، وستقوى هذه المناعة كلّما تعمّد الفرد إخراج نفسه كل يوم من منطقة راحته الاعتيادية.
-حلّ المشكلات: تعلّم مهارات التفكير النقدي، والتفكير خارج إطار المألوف في التفكير الجمعي، والتخفيف من تأثير التفكير العاطفي على الانسان، سيؤدي حتمًا الى تطوير مهارته في حلّ المشكلات ويؤدي الى تحسين أحواله الخاصة والعامة.
-الثقة بالنفس: تتطلّب الثقة بالنفس استعدادًا نفسيًّا وميلاً طوعيًّا لعيش الحياة بشكل جريء، وحري بالواثق بنفسه ربط قوله بعمله على الدوام.
-الاستقلالية والاعتماد على النفس: ولد الانسان حرًّا ومؤهلاً فطريًّا لتحمل مسؤوليته تجاه نفسه، والاعتماد عليها، ويجدر به أن يستمر على ذلك من المهد الى اللحد.
-احترام وتقدير الذات: الترفّع عما هو منحط أخلاقيًّا والايمان الراسخ بعزّة النفس دلائل واضحة على احترام وتقدير الذات.
التأمل الذاتي: مصارحة النفس بنقاط ضعف الشخصية ووضع خطة محكمة وجدول زمني محدد للتخلّص منها هو الهدف الأساسي للتأمل الفكري الذاتي.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi