كُن ذا عَقْل قَوِيّ

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير العقل القوي في سياق هذه المقالة الى عقل تكون آلياته الذهنية، وطرق تفكيره، وكيفية صنعه للانطباعات الشخصية، وطرق حلّه للمشكلات التي يتعرض لها الانسان، فعّالة ومرنة ومتجددة.
بالنسبة لي على الأقل، فلقد أدركت مبكّراً أنّ ذا العقل القوي يحتّم عليه أن يتصف ببعض السمات والقدرات المتميّزة التالية:
-القدرة على حلّ المشكلات، ووجود رغبة شخصية قوية وشغوفة، ومستمرة للتعلّم، وخصوصا في زيادة المعرفة عن كيفية عيش حياة فعّالة وبنّاءة.
والقدرة على ممارسة الجرأة النفسية، لا سيما عندما يرتبط الأمر بتقدير الذات، وبالثقة بالنفس.
والشجاعة المميزة في مواجهة التحديات الحياتية الصعبة، وسرعة حسم المواقف المعقدة، واتخاذ القرار المناسب، وضبط النفس، لا سيما في الظروف الحياتية الصعبة.
وإدراك قيمة الوقت، ووجود مناعة نفسية صلبة عند ذي العقل القوي تجاه آراء الآخرين عنه، بسبب إدراكه أن رأيه الشخصي عن نفسه أهم كثيرًا مما يتخيّله الآخرون في عقولهم تجاهه.
وميل هذا النوع من الأفراد الفعّالين الى استعمال كلمات دقيقة وقوية، وقلّة استعمالهم للمثاليات وللتعبيرات المنمّقة، خصوصًا عندما يرتبط الأمر بإبلاغهم الآخرين بآرائهم أو ما يريدونه منهم.
وكذلك قدرة ذي العقل القوي على صدّ هراء الآخر، الوقح أو الهمجي في الوقت نفسها وفي المكان نفسه، وعدم خوفه من التصادم معهم عندما يفترض عليه فعل ذلك لدفع الأذى عن نفسه، وعمن يهمه أمورهم.
وقدرته أيضًا على تذكّر أن كل أنواع الشعور بالخوف في الحياة تنبع أساسًا من جهل الفرد بطبيعة هذا أو ذلك الخوف وبأسبابه الحقيقية، وكيفية التعامل معه بشكل فعّال.
وامتلاك ذا العقل القوي لمناعة فكرية ضد القلق والتوتّر المبالغ بسبب انشغاله بتحقيق أهدافه الحياتية، وقدرته الفريدة على ممارسة التفكير الموضوعي، لا سيما في أي بيئة تنتشر فيها الانفعالات النرجسية والتفكير العاطفي الفوضوي.
وميل ذي العقل القوي الى توقّع ما هو إيجابي وما هو منصف من الآخرين، حتى يثبت له العكس، وقدرته الفعّالة في إخفاء أي نقطة ضعف في شخصيته، وبخاصة أمام أعدائه، ورفضه التام للاستسلام أمام أي تحدّ حياتي.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi