كُنْ حَصِيف القوْل والتَّصَرُّف

حوارات

د. خالد عايد الجنفاوي

تدل سمة الحصافة على ما يتميّز به الانسان المُتَعَقِّل الذي يفكّر قبل النطق بقول، أو الإقدام على تصرّف ما، وهو أيضًا صاحب الرأي السديد، وذو الرُّؤية الصائبة، وبعيد النّظر، وجيّد التدبير، ومن يراقب باستمرار أي خلل في شخصيته، ويصلحه من تلقاء نفسه.
ومن بعض السمات الأخرى للحصيف، نذكر ما يلي:

• الرُّؤية الصائبة: تتسّم الرُّؤية الشخصية لدى المرء الحصيف ببعد النظر، والتفكير الجادّ في نتائج وعواقب القول والفعل الشخصي، في المستقبل البعيد، ولهذا السبب، فالحصيف متأنٍّ في أقواله وردود فعله وتصرّفاته،لا سيما تجاه ما يرتبط ببيئته المحيطة به، أو البيئات التي يتوقع أن يجد نفسه فيها في المستقبل، القريب أو البعيد، فهو يخطّط دائمًا لما لا تراه الان عيون الناس، ولا تدركه عقولهم العاديّة.
  -جودة وحُسْن التَّدْبِير والحَذر: يعمل الحصيف على تدابير وقائيّة جيّدة وحسنة، سواء أثناء إدارته لشؤون حياته الخاصة، أو حين يدبِّر معيشته ومعيشة من يهمه أمرهم، وتلاحظه يضع خططا احتياطية تجاه كل أمر خارجي مفاجئ، يحتمل أن يتعرّض له في المستقبل، فهو لا يُؤخذ على حين غفلة، ومن بعض الأقوال التي يرددها على نفسه: "مِنْ مأمَنِهِ يؤتَى الحَذِر"، و "ما صاحِبُ الدُنيا بِمُستَريحٍ" (ابو العتاهية)، و "من أخذ الحذر من المحذورِ، قلّ تجنِّيه على المقدورِ" (ابن الرومي)، و"الذي يعنيك فاعن به وذر ما سواه لا تجي نحوه تجول" (ابن طاهر).
  -مراقبة النفس: يستمر الحصيف ينظر في نفسه ويراقب مثالبها، ولا يدع سبيلاً لإصلاحها إلاّ وأتّبعه، وهو لا يلوم الآخرين على أخطاء ارتكبها في حقّ نفسه، بسبب ضبابية عقله الباطن، أو بسبب اضطراب أولوياته الشخصية، ومن بعض المهارات التي يحرص على امتلاكها في سياق مراقبة النفس هي ضبط الذات (التحكّم بردود الفعل) والانضباط الذاتيّ (قول وفعل الشيء في وقته المناسب)، والاستعمال الأمثل للوقت الشخصي.
• الاعتدال: لا يُفرط الحصيف في قوله وفي فعله، ويعمل كل شيء بالقدر المناسب، ولا يفتتن بإفراط بأي شيء، ولا ينسى إطلاقًا أنّ آفَة العَقلِ الهَوى.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi