كُنْ دَقيقاً ومُوجِزاً في كَلامِك

حوارات

الكلام هو ما ينطق به لسان المرء، وله معنى واضح نوعًا ما بالنسبة للمتكلّم والمستمع، وسيفترض بالعاقل، لا سيما في عالم اليوم المضطرب الذي كثر فيه الهذر والهذيان في الحياة العامة، وارتفعت فيه نسبة الهراء في وسائل التواصل الاجتماعي أن يحرص كل الحرص على أن يكون موجزًا في كلامه، عندما يتحتم عليه القيام بذلك، وأن يتكلّم فقط عندما يكون كلامه أكثر فعاليّة، وتأثيرًا من صمته.
تقول العرب إنّ خيرَ الكلام ما قلَّ ودلَّ، ومن بعض الأسباب المنطقية التي تدعو الى تقليل الكلام، وبعض مبادئ الدقّة والايجاز في هذا السياق، نذكر ما يلي:
-الحرص على دقّة وإيجاز الكلام: يندر أن يطول تركيز الآخرين في العالم الخارجي، على كلامك لهم ما، لم يكونون يترقّبون منك إجابات واضحة على أسئلتهم المباشرة لك.
أو ربما عندما يتصيّدون أخطاءك، وفي كلتا الحالتين، يجب على العاقل الحرص على الدقّة والايجاز في كلامه، وبسبب انتشار الفرقعات الصوتية اللا منطقية، والكلام الحشوي في الحياة العامة، فسيفضّل ألّا ينغمس الرزين في الهذر؛ لأنه سيؤدي الى تضييع وقته الثمين على ما لا قيمة له، وبسبب أنّ الإكثار في الكلام يدلّ على ضعف الثقة بالنفس.
وبسبب اختلاف مستويات النضج النفسي بين الناس في الحياة العامة، فلا يستحق البعض منك مثلاً أن تطيل في كلامك معهم إما لغوغائيتهم وإما لحمقهم، والكلام الزائد عن الحد المنطقي مع هكذا نفر (الغوغائي والأحمق) يُماثل الحرث في البحر طمعًا في زراعته، ولأنّ الإطناب في الحديث في غير الوقت والمكان المناسبين يدل على الجهل، وربما بسبب أنّ كثرة الكلام بلا وجود سبب منطقي تدل على الإصابة بالذهان، وبسبب أن كثرة الكلام تورد المهذار الى ما ربما سيؤدي الى هلاكه، مجازيًّا وأحيانًا فعليًّا.
-مبادئ الكلام الدقيق والموجز: اِختر بدقّة الكلمات التي ينطق بها لسانك، وكُن دائمًا، قدر استطاعتك، مباشرًا وسديدًا في ما تقول أو تكتب، وتكلّم فقط عندما يكون كلامك أثمن وأكثر تأثيرًا من صمتك، فلا تنطق بما لا يُعتدّ به من كلام، تربت يداك.

د. خالد عايد الجنفاوي

كاتب كويتي

@DrAljenfawi