

كُنْ ذا خِصال حَمِيدَة
حوارات
"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4).
يجدر بالإنسان العاقل والناضج نفسيًّا، خصوصا من يحترم نفسه ويقدّر ذاته بصدق، ويرى في نفسه شأنا يستحق تقدير واحترام الآخرين له، أن يحرص كل الحرص على اكتساب الخصال الأخلاقية الحميدة لأنها تجسّد المقوّمات الأخلاقية التي تنشأ منها حياة شخصية ذات قيمة أخلاقية عالية، وذات معان نفسيّة وفكريّة وأخلاقية ثرية.
ومن بعض الخصال الحميدة التي ترسّخ الطبع الكريم في شخصية الفرد، والتي يتوجّب عليه أن يسعى الى الحصول عليها ليجعلها مناقب ثابتة في شخصيته، نذكر ما يلي:
-اكتساب الفضائل واِتِّقاء الرذائل، ففي هذا الشأن يستلزم على المرء البالغ والعاقل والناضج نفسيّا أن يسعى بشكل مستمر لاكتساب فضائل الأخلاق (العدل، وعفّة القول والفعل، وكرم النفس وسخاء اليد وغضّ البصر)، وأن يتّقي ويتجنّب الرذائل، ويحمي ذاته من هوى نفسه الأمّارة بالسوء.
ومن يدرك الفروق الشاسعة بين هاتين الصفتين (الفضائل والرذائل) ويعرف طبائعها المتباينة، يجدر به تدريب نفسه على متابعة الأولى وتحاشي الثانية.
-نقاء وصدق النيّة: تشير النيّة الى التوجّه النفسي الذاتي الاختياري، وهي حالة وجدانيّة تحددها وجود رغبة شخصية صادقة في تنقية العقل الباطن من كل شائبة تتنافى مع الأخلاق الحميدة، ما يؤدي حتمًا الى تكرّس سمة الصدق في نيّته.
-الشجاعة في القول والفعل: حري بصاحب الخصال الحميدة أن يكون شجاعًا، باطنًا وظاهرًا، ويمكن له اكتساب هذه الخصلة الحميدة عبر تعويد نفسه على عدم التردّد في التصريح بمشاعره وآرائه تجاه الكلام أو التصرّفات الوقحة، التي تأتيه من بعض النفر السيئ، ويجدر به تحديدا تعويد لسانه على قول الحقّ حين يكون حريّ به قوله، وأن يدافع عن المستضعفين في الأرض، وبخاصة من هم معرّضون للإهانة أو للاستغلال من السيّئين.
-حفظ اللسان: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ" (حديث شريف).
-الحياء والعفّة في القول والفعل: يكفّ السويّ نفسيًّا لسانه ويده عمّا لا يحلّ له شرعًا، ويستحي من ربّه عز وجل في سرّه وفي علنه، قبل أن يستحي من الناس.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي