كُنْ لنفسك قُدْوَة

د. خالد عايد الجنفاوي

"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" (الشمس 9).
إذا رغب الانسان في أن يكون قدوة حسنة لنفسه، فعليه فعل بعض الأمور التالية:
-تحديد المبادئ والقيم الأخلاقية الشخصية: يتوجّب على الانسان معرفة ما هي معاييره الأخلاقية بالضبط، لا سيما ما يعتبرها المنبع الرئيسي لدوافعه النفسية مثل المثابرة والشجاعة والصدق، والانصاف، والتزام المسؤوليات الأخلاقية، والنزاهة، وتحرّي الرزق الحلال.
فمن يعرف ما هي قيمه ومبادئه الأخلاقية يعرف تمامًا ماذا يجب عليه أن يفعل، وما يجب عليه ألاّ يفعله في حياته الخاصة وفي الحياة العامة.
-تحديد الأهداف الشخصية: أُكتب بنفسك نَصّ قصة حياتك، وكن أنت قدوة حسنة لنفسك عن طريق تحديد أهدافك، والتي بدورها يجب أن تنبع مما تشغف به، وترغب بشدة في تحقيقه لنفسك.
-التفكير الفعّال: تثقيف النفس حول طرق التفكير الفعّالة بالقراءة عن حلّ المشكلات، وعن التفكير النقدي، وعن مهارات التخطيط الحياتي، وعن كيفية تحديد الأولويات وكيفية اتخاذ القرارات الشخصية، وعن كيفية التفكير خارج الصندوق. وأن يحرص الفرد على الاقتداء بما يتعلّمه من هذه المهارات في حياته اليومية.
-التوقّف عن التفكير المفرط: توقّف عن التفكير في تغيير أي شيء لا يمكن لك أن تتحكّم به، أو نتائجه، أو عواقبه، وأشغل نفسك بما يمكنك التحكّم به، وتخلّص قدر ما تستطيع من عادة اجترار الأفكار السلبية، والمخاوف المبالغة.
-فليكن شعارك لا يوجد شيء لا يمكنني تحقيقه لنفسي، فكلما تحكّم الانسان بإرادته واختياراته، وبدأ يرتكز في حياته على مبادئ المثابرة والصبر، والاستمرار في بذل الجهود المطلوبة، أصبح قدوة لنفسه، ولا يمكن أن تعيق دربه معوّقات مصطنعة أو أي عراقيل حياتية صعبة.
-الاستقلالية: تستند الحياة الناجحة، في عالم اليوم، على امتلاك الاستقلالية العاطفية والفكرية والنفسيّة، فكن حرًّا ومستقلاً في كل ما تقول وتفعل، وستصبح قدوة حسنة لنفسك.
-تقوية العقل الباطن: التعزيز الذاتي الإيجابي، والتأمّل الفكري بهدف إتاحة المجال لتفعيل العقل اللاواعي، وكتابة المذكرات وممارسة التنفّس العميق (خصوصا أثناء ممارسة التأمّل الفكري)، وتكوين الصور الذهنية الإيجابية عن المستقبل، والاحساس العميق بالحاضر.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi