الاثنين 30 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كُنْ مُخِيفًا

Time
الأحد 11 يونيو 2023
View
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالعاقل الحرص على عيش حياته بشكل متوازن، بلا إفراط أو تفريط، وبقدر استطاعته.
ويتوجّب عليه خصوصا، لا سيما إذا وجد نفسه في بيئة يطغى فيها التلاعب والاستغلال، والتكبّر والانانية المفرطة، أن يكون من حين الى آخر باعثًا ومثيرًا لخوف الآخرين، بدلاً من أن تلطمه، وتصفعه أمزجتهم المتقلبة، ونرجسيتهم الوقحة، ويقع ضحية لعدم اكتراثهم به، أو ضحية سهلة لاستغلالهم.
ومن بعض الأسباب المنطقية التي تؤكد أهمية إظهار القدرة على إفزاع الوقحين، والبذيئين، والمنكرين للجميل، والاستغلاليين، والرّعاع من الناس، وكيفية اكتساب هذه السمّة النفسية النافذة والفعّالة، نذكر ما يلي:
- كُلّ مبذول مملول: توجد أسباب منطقية تفسر عزوف بعض الرّعاع من الناس، خصوصًا غوغاءهم، عن مبادلة ومقابلة الانسان اللطيف وطيّب القلب على الدوام بسلوكياته الإيجابية نفسها، ومنها زهدهم فيه لسهولة الاستفادة من حسن سلوكه عند حاجتهم.
وفي الوقت نفسه سترى هؤلاء الأشخاص يخشون ويتّقون من يثير خوفهم، إما بسبب تعنته في آرائه، أو لعدم قابليته للوقوع ضحية لكلامهم المنمّق، أو لطافة ذوقهم المزيفة، وبسبب أنّ من يعرفه بعض الناس، باطنًا وظاهرًا، بسبب سذاجة طبعه لا يشكل أي تهديد محتمل بالنسبة لهم.
-كيف تكون مخيفًا: حري بالمرء الرزين إظهار ثقته بنفسه على الدوام، أو على الأقل تصنّعها، في العالم الخارجي، وأن يحرص على إثارة مهابة كل من يقابله، أو يتحدث معه عن طريق تعمّد الإبطاء والتمهّل في كلامه وتصرفاته.
وألاّ يظهر قابليته للتأثر وبخاصة أمام السفهاء و"الملاقيف" والحشريين وهمجيّ التفكير.
وأن يحرص بشدة على حماية خصوصياته، بالامتناع عن جعلها مادة لتواصله الاجتماعي مع الآخرين، وأن يختفي أحيانًا من الحياة العامة بشكل غامض، من دون أن يكشف أسباب عزلته المؤقتة، وأن يبقي الآخر يغرق في تخيلاته وتوقعاته، وتفسيراته الخاطئة تجاه ميوله وتصرفاته، وردود فعله غير المتوقعة.
وأن يبطش لفظيًّا، وأحيانّا جسديًّا بكل من يتعمّد تجاوز حدوده معه بلا أن يشعر بوخز ضمير، فالبادئ بالاعتداء هو الأكثر ظلمًا.
وأن يكون لا محدودًا في قدراته، ومهاراته، وفعاليته، لا سيما تحت الضغوط النفسية الشديدة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار