كُنْ مُسْتَعِدًّا لتَقَلُّبْ القُلُوب!

د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالعاقل عدم نسيان الحقائق النفسية التالية عن القلب الإنساني: تقلّبه المستمر، وتحوله المفاجئ من حالة الى أخرى، وتغيّر ميوله بين ليلة وضحاها.
وبمقتضى ذلك، يستوجب على العاقل بناء علاقاته مع الآخرين بشكل متوازن، على الأقل حتى تقل فرص ندمه لاحقًا.
ومن بعض أسباب تقلّب القلوب، لا سيما في العلاقات العائلية والاجتماعية، وكيفية الاستعداد المبكِّر لهذه التقلّبات المفاجئة بهدف عيش حياة مضبوطة، نفسيًّا وفكريًّا، نذكر ما يلي:
-أسباب تقلّب القلوب: تتقلّب قلوب بعض الأشخاص عندما تبدأ يسيطر على عقولهم الرغبة النرجسية في التسلّط على الآخرين، أو حين يبدأ يطغى على أفئدتهم رغبات شديدة لتعويض عقد نقصهم، ويقلِّب القلوب بشكل مفاجئ الطمع، والحسد، والغيرة، والتنافس السلبي مع النظراء والأقران.
وربما لوجود رغبة جنونية لدى أحدهم لإطفاء نار حقده الموروث، أو عندما يبدأ يشعر المتقلّب المتشقلب بضعف من يعتبره خصمًا تاريخيًّا لأهله، وبسبب تراكم سوس الخلافات العائلية العميقة.
-الاستعداد المبكر لتقلّب القلوب: الحذر أفضل من الندم، والتحفّظ المستمر مع الآخرين، بدلاً من الانغماس في العفوية المفرطة، أو طيبة القلب الزائدة عن الحد، والحرص الشديد على حماية الخصوصية الشخصية، لا سيما الامتناع عن كشف نقاط ضعف الشخصية، أو ما يشغف قلب الانسان.
واعتبار أن كل قليل كثير في ما يرتبط بالألفة في العالم الخارجي، والحفاظ على الاستقلالية الكاملة في كل جوانب الحياة الشخصية، وعدم الانغماس في الاتكالية المفرطة على الآخر.
وعدم إظهار العوز النفسي، وعدم نسيان الحالة البشرية النفسية الأساسية، والتي تتجسّد في الغربة الفطرية، وتخفيف الاشتياق المفرط للآخر، والتعبير الصريح والمباشر عما تشعر به حول كلامه وتصرفاته تجاهك.
وتعويد الفرد لنفسه على الشعور والاستمتاع بالسعادة مع نفسه، وتكريس تقدير الذات واحترامها واستقلاليتها، وبخاصة عندما يرتبط الأمر بسلوكيات وأفكار التبعية العمياء في التفكير الجمعي، ومصارحة الانسان لنفسه عن الدوافع والأهداف الحقيقية للآخر تجاهه (اللبيب بالإشارة يفهم)، والتعلّم السريع من تجارب الناس، لا سيما في علاقاتهم المضطربة مع أهلهم أو أصدقائهم.
قابلية التحوّل المفاجئ أكثر رواجًا من قابلية الثبات في الحياة الانسانية.

كاتب كويتي