الجمعة 02 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كُنْ نقيَّ السَّريرة

Time
الثلاثاء 13 يوليو 2021
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

السريرة هي ما يكتمه قلب الإنسان وعقله من مشاعر وأفكار، ولا سيما ما يستند اليه في تقييماته وأحكامه تجاه الآخرين، وبحسب ما يمليه التفكير المنطقي، يحرص العاقل على أن يكون دائماً نقي السريرة، وخاليا من شوائب التصنّع والكراهية والنرجسية والحقد والغيرة الغبية تجاه من يحتك ويتعامل معهم في العالم الخارجي.
وبالطبع، لا يعني نقاء السريرة كونك دائماً طيباً أو متسامحاً أو ايجابياً، ولكنها سمة نفسية تشير إلى نقاء الشخص من الداخل، وبخاصة من كل ما يعكّر صفاء عقله أو يؤثر على مشاعره سلباً.
ومن بعض مبادئ ووسائل امتلاك سمة نقاء السريرة، ولا سيما في عالم متقلب يكاد يفيض أحياناً بكل أنواع التلوث الفكري والعاطفي، ما يلي:
-أحد أهم مبادئ الحفاظ على نقاء السريرة هو الإيمان بأنه يوجد فعلاً شيء اسمه النفس الأمّارة بالسوء، وأنها مسؤولة عن كل الكوارث السلوكية التي يرتكبها الانسان في حق نفسه وفي حق الآخرين.
- ينجذب نحو الانسان نقي السريرة كل من هو مشابه له في نقاء السريرة.
-إذا لم يستطع العاقل التخلص بسهولة من خبث ونرجسية بعض أفكاره وأحكامه الشخصية تجاه الآخرين، فما عليه سوى السعي الى إعادة صياغة شخصيته بشكل جذري عن طريق إعادة فلترة وترتيب اعتقاداته وأولوياته وفقاً لما يتمناه لنفسه.
-لا يمكن للآخرين أن يدفعوا أحدهم لأن يكون خبيث السريرة ما لم يوجد لديه استعداد نفسي مسبق ليصبح كذلك.
-توجد فعلاً تراكمات فكرية وشعورية خاصة بنا تتجمع خلال الزمن، ويتوجب علينا تنقيتها بين الحين والآخر عن طريق التخلص مما هو سوداوي ونرجسي وناتج عن ضيق الأفق، وإبقاء والحفاظ على ما هو أخلاقي وبنّاء.
-لا توجد علاقة بين السعي للحفاظ على نقاء السريرة وبين العفوية السلبية، إذ تشير الأولى إلى صفاء الفكر والعواطف الذاتية وتشير الثانية إلى اضطراب الأولويات الشخصية بسبب الانغماس في تفاهة التفكير.
-وفقاً لقوانين المنطق، لا يملك الانسان الحقّ في الحكم على شخصيات الآخرين لا سلباً ولا ايجاباً، ولا سيما إذا لم يدعوه من تلقاء أنفسهم لعمل ذلك!

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار