الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

كُنْ هادئًا وواثِقًا مِنْ نَفْسِكْ

Time
السبت 15 يوليو 2023
View
12
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يمثل تمكّن الانسان، وقت وعندما يشاء، من أن يحوّل غضبه، أو نرفزته هدوءا، وخوفه أو تردده ثقة تامة بالنفس، لا سيما في المواقف الصّعبة، أو في الظروف الحرجة، مهارة سلوكية فعّالة ذات فوائد لا تعد ولا تحصى.
بل لا أعتقد أنني أبالغ في هذا السياق، إذا أكّدت أن القدرة على إخفاء روع النفس، والتخفيف من الشعور بالهلع المفاجئ، وإظهار الثقة بالنفس، عند الحاجة الى ذلك، ترمز الى وصول الفرد الى أعلى درجات التطوّر في شخصيته.
ومن بعض ما سيساهم في اِكتساب سمة الهدوء والثقة التامة بالنفس والإمكانات والقدرات الذاتية، نذكر ما يلي:
-ترويض النفس المضطربة على الهدوء: يمكن للفرد ضبط نفسه القلقة عن طريق ممارسة تمارين التنفّس العميق، والتشتيت الذهني الإيجابي، وعبر تقوية مناعته النفسية بتعمّد تعريض نفسه لما يتضايق منه نفسيًّا، والتوقف مباشرة عند الانغماس في اجترار الأفكار السلبية.
-التخلّص من الحساسية النفسية المفرطة: أحد أهم متطلّبات الشعور بالهدوء النفسي، والثقة بالذات، يتجسّد في التخفيف من الحساسية النفسية أو العاطفية المبالغة من خلال إضفاء الإيجابية على الأفكار والانطباعات الشخصية تجاه النفس، وتنمية العلاقات الاجتماعية، وكتابة المذكرات اليومية، بهدف تفريغ بعض الضغوط النفسية، والسفر للاستمتاع.
-ممارسة السلوك الهادئ: من متطلبات تحقيق الهدوء السلوكي تعويد اللسان على عدم التسرع في الرد على الأسئلة أثناء الأحاديث الاجتماعية الاعتيادية.
والامتناع الواعي عن السرعة في الكلام، والقيام والمشي والجلوس بهدوء، مهما كان حجم الضغوط النفسية التي يتعرّض لها الانسان في البيئات، والظروف، والسياقات الحياتية المختلفة.
-العقل الباطن وتقوية الثقة بالنفس: أفضل الوسائل وأكثرها فعالية في تعزيز الثقة الشخصية تتمثّل في السعي المستمر الى تنقية ما يدخل في العقل الباطن، حيث توجد القوى النفسية الباطنية الأساسية، لا سيما ما يرتبط بالثقة بالإمكانات الشخصية.
فالعقل الباطن هو المنبع الرئيسي للثقة بالنفس، وأخذ العهد على النفس على التغلّب على نقاط ضعف الشخصية، ومخالطة الواثقين من أنفسهم، وعن طريق فلترة التفكير الشخصي من الأوهام والمخاوف المفبركة للعقل الجمعي.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار