لا بيعة لنا!

طلال السعيدبموجب دستور دولة الكويت يختار الأمير ولي عهده ويعرض الأمرعلى مجلس الأمة فيوافق على تولية ولي العهد، وفِي حال الرفض يختار الأمير ثلاثة أشخاص يعرضهم على مجلس الأمة ليختار واحدا منهم وليا للعهد الذي سيصبح امير المستقبل. هكذا تسير الامور في الكويت ضمن دستور واضح ارتضاه الحاكم والمحكوم، فما قصة الحديث عن البيعة التي يتنطع بها بعض اصحاب الفكر التكفيري ومن سار في ركابهم من المغرر بهم، حتى تصور احدهم انه يجب ان يبايع الحاكم بنفسه والا فليس في رقبته بيعة وليس له ولي امر، متناسيا انه حتى في الدول التي لاتحكم بموجب دستور مكتوب لا يبايع فيها العامة بل يبايع اصحاب الرأي من الوجهاء، وهذا يكفي، او حتى تبايع مجالس الشورى المعينة نيابة عن الشعب ليصبح الامر نافذا وشرعيا، فإن لم تكن البيعة كذلك فكيف تكون البيعة؟ هذا السؤال هو ما يجب طرحه على المتحذلقين واصحاب الفكر المتطرف الذين يقولون: اننا لم نبايع احدا، او ليس في رقابنا بيعة، ثم ماذا يعني أكلك من خير هذه الديرة واستفادتك من مميزات المواطنة اذا لم يكن في رقبتك بيعة؟ والخطورة تكمن في انتشار مثل هذا الفكر المتطرف وتأثر بعض السذج به ومحاولة نشر مثل هذا الفكر، خصوصا حين يكافأ صاحب مثل هذا الطرح بتعيينه عضوا في اهم مجلس اعلى، والمخلصون من ابناء الوطن اصحاب الطرح الوطني يبعدون كما تبعد الجرباء من الإبل، فهل هذا عدل او إنصاف من الحكومة...؟ زين.