الجمعة 27 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا تتذَمَّر: اِعْمَلْ شَيْئاً لتَحْسِينِ أَوْضَاعِك
play icon
كل الآراء

لا تتذَمَّر: اِعْمَلْ شَيْئاً لتَحْسِينِ أَوْضَاعِك

Time
الأربعاء 16 أغسطس 2023
View
108
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يدرك الانسان العاقل أنه مهما زاد حجم وتيرة تَذَمُّره، وتَّشَكِّيه، حول سوء أوضاعه الحياتية، فإنّ ذلك لن ينفعه إطلاقًا، ولن يساهم أبدًا في حل المشكلات التي يتعرّض لها باستمرار في حياته.
ولن يؤدّي التَّذَمُّر والسخط غير المنقطع الى تحسين الوضع السيئ، أو تطوير الحالة النفسية، أو البدنية، قيد أنملة، وسيبقى المتذمّر حيث هو في دورانه السرمدي في حلقة مفرغة من اليأس ذاتي التحقق.
لكن من بعض الوسائل العملية المتاحة للإنسان لتحسين أوضاعه الحياتية السيئة، نذكر ما يلي:
-تغيير طريقة التفكير بهدف تحسين الأوضاع الحياتية، لان طريقة التفكير التي تسبّبت بالمشكلة يندر أن توفر حلاًّ لها، ولهذا السبب، يجسّد تغييرها أول خطوة لإعادة التفكير بالمشكلة من وجهات نظر مختلفة عن السابق.
ومن بعض وسائل تغيير طريقة التفكير بهدف تحسين الأوضاع الحياتية، التفكير خارج الصندوق على شكل طرح أسئلة موضوعية عن التحيّزات الفكرية السلبية الراسخة، وبالتأمّل حول كيف سيفكّر الآخرون تجاه المشكلة نفسها، وما هي الخطوات والقرارات العملية التي يجب على الفرد تنفيذها واتخاذها لتحسين أوضاعه، النفسية والفكرية والبدنية؟
-الخروج من البيئة المحيطة المحبِّطة المثبِّطة، اذ تمثّل البيئة المحيطة بالإنسان الذي يستمر يعاني من أوضاع حياتية سيئة أحد المصادر الأساسية لسوء أوضاعه، وكلما تخلّص الفرد من القيود والتأثيرات السلبية للبيئة المحيطة التي يكثر فيها التثبيط وإضعاف المعنويات، وضحت أمامه الحلول المتاحة له لتحسين أوضاعه.
ومن العلامات الدالة على سلبية البيئة، كثرة وجود الشخصيات السلبية والسامّة فيها، وشيوع هذر التشاؤم، والجمود الفكري، والاتكالية المرضية على الآخرين، وغلبة التقوقع، القبلي والانغلاق العرقي، والتطرّف الطائفي، والكراهية الفئوية والاستعلاء الطبقي.

  • اِعْمَلْ شَيْئا لتَحْسِينِ أَوْضَاعِك: يمكن أن يتعهّد الانسان لنفسه وينذر لها آلاف العهود بأنه سيحسّن أوضاعه الحياتية، لكن لن يتحقق أي من تلك التعهدات المرسلة والانشائية التي يوجبها الفرد على نفسه ما لم يبدأ يحرّك نفسه بدنيًّا باتجاه تحسين أوضاعه، مثل قيامه حرفيًّا بعمل شيء ملموس يطوّر عن طريقه شخصيته ويحقق أهدافه، ويخرج بواسطته من مستنقعات التذمّر العقيم.
    كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

آخر الأخبار