الأحد 29 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لا تعْتَمِد عاطفيًّا إِلاَّ على نَفْسك
play icon
كل الآراء

لا تعْتَمِد عاطفيًّا إِلاَّ على نَفْسك

Time
الثلاثاء 22 أغسطس 2023
View
83
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يوجد بالفعل اضطراب نفسي يطلق عليه مرض الاعتماد العاطفي، وهو نوع من الإدمان العاطفي على الآخرين، والاعتماد عليهم وجدانيًّا في الفهم والتعامل مع المشاعر الشخصية.
وهو كذلك قابلية عاطفية سلبية تتعارض مع الحالة النفسية والجسدية المعتدلة، التي يتوجب على البالغ العاقل الحفاظ عليها، في علاقاته مع من هم حوله، ومن بعض أعراض الاعتماد العاطفي المرضي، وكيفية علاجه، نذكر ما يلي:
-أعراض مرض الاعتماد العاطفي: تمركز التفكير الشخصي حول الحاجة العاطفية الماسّة للآخرين بهدف شعور المضطرب عاطفيًّا بالطمأنينة، وتقدير الذات، والتعويل المفرط على الآخرين للإيفاء بالحاجات النفسية الخاصة.
ووجود شغف سلبي لدى الانسان للفت انتباه الناس بقصد اكتساب تعاطفهم، وشعوره بالقلق الشديد عند بقائه وحده، وعدم قدرته على السفر وحده، وعجزه أحيانًا عن الشعور بالسعادة ما لم يبيحها له الآخرون.
وفشل المعتمد بشكل مرضي على الناس في تأكيد وممارسة حرية الاختيار، في حياته الخاصة، وأثناء وجوده في الحياة العامة.
ومن أسوأ أسباب وأعراض انتشار مرض الاعتماد العاطفي السلبي في المجتمع شيوع التقوقع، والتبعيّة القبلية او المذهبية، والفئوية العمياء على حساب الحياة الشخصية الحرّة والمستقلة، والبنّاءة.
-علاج الاعتماد العاطفي المرضي: لا يدخل السوي نفسيًّا علاقة لا يستطيع الخروج منها وقت ما يشاء، وعن طريق تخفيف ألفته مع الآخرين عبر اعتناق سلوكيات متحفّظة تتناسب مع طبيعة علاقاته، الفردية أو الاجتماعية.
وأن يعمل على إشباع حاجاته العاطفية بشكل ذاتي عن طريق ممارسة هواية مجزية، بحرصه على معرفة حدوده الشخصية.
وحمايته الشرسة لها من تعدّي الحشريين والمتلاعبين النفسيين والاستغلاليين، وعن طريق الحرص على تأكيد ذاته من دون حاجته الى مساعدة الانسان الآخر.
تعلّم مهارات ضبط النفس، وتقوية المناعة النفسية، وكذلك تعلّم مهارة حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات الشخصية الصائبة.
الحرص على عدم مشاركة الآخرين بالاسرار الشخصية، وبتنقية العقل من ميول تعظيم بني البشر، وحماية الاستقلالية النفسية، والعاطفية، والفكرية من التأثيرات المدمرة للقبلية، والطائفية، والفئوية النخبوية، لا سيما بالحرص على الحفاظ على الحريّة الفكرية، والتشكيك في صحّة وعدالة ما يمليه التفكير الجمعي الاتكالي الرجعي.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار