الأخيرة
لا تفرحين بالعرس!
الاثنين 22 يوليو 2019
5
السياسة
طلال السعيدتذكرت ذلك المثل الشعبي الذي يقول" لاتفرحين بالعرس ترى الطلاق باكر"، والمثل لا يحتاج الى تفسير، تذكرته بعد ان رأيت فرحة المتقاعدين بحكم المحكمة الإدارية بعدم جواز أخذ الفوائد على قروض المتقاعدين، التي أخذوها من مؤسسة التأمينات، وذلك لان الحكومة سوف تستشكل على الحكم، وهناك درجات اخرى للتقاضي حتى يصدر الحكم النهائي، الذي لن يكون في مصلحة المتقاعدين في اغلب الأحوال، فالقرض بالاساس ليس قرضا شخصيا، او قرضا من بنك، انما هي أموال المتقاعدين اي انها ملك الجميع، ولا يملك احد الحق بالتنازل عنها، هذا طبعا هو رأيهم الذي تدعمه الحجج القانونية، ما لم يتعدل القانون في مجلس الامة! وقد كان الامر في المجلس وفي يد ممثلي الشعب، فالمتقاعدون يمثلون قاعدة انتخابية لايستهان بها، ورغم ذلك لم ينجحوا بالضغط على النواب لاقرار القانون الخاص بهم، او بالاصح بإسقاط فوائد قروض المتقاعدين من مؤسسة التأمينات، والان بعد ان وصل الامر الى المحكمة الإدارية نشط المتقاعدون بهذا الاتجاه، فأين كانوا حين اسقط القانون في المجلس؟ كان يمكن أن يحسم هذا الموضوع في المجلس لو شعر الاعضاء ان عليهم رقابة شعبية صارمة من المتقاعدين انفسهم، او شعروا بقوة المتقاعدين في التأثير بمجرى الانتخابات، وتوجيه الأصوات، فأقل متقاعد يملك في بيته خمسة اصوات على الأقل، يستطيع توجيه اغلبها، أو كلها حسب قناعاته، فهو رب الاسرة! مع الاسف الشديد غابت الرقابة الشعبية الجادة عن اعمال المجلس، وعن أداءالاعضاء فركبت الأغلبية مركب الحكومة من دون خوف من النتائج، هذا واقع الحال يزعل من يزعل ويرضى من يرضى، ونقول بالفم المليان لكل متقاعد فرح بحكم المحكمة: لا تفرحين بالعرس ترى الطلاق باكر...زين.