لا تكن جباناً مستضعفاً أو جِلفاً ظالماً

حوارات

«فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» (البقرة 194).
يتوجّب على المرء العاقل أن يحرص على التزام الاعتدال، والوسطية، في إدارة شؤونه الخاصة، وأثناء تعامله مع الآخرين في الحياة العامة، قدر استطاعته، خصوصا من يفترض به ألاّ يفرط في خوفه، أو في جبنه، واستضعافه لنفسه، أو يتجاوز في جلافته أو في ظلمه ضد الآخرين، بل حري به أن يكون بين ذلك قوامًا.
ومن بعض دلائل تجاوز المنطق في الجبن، واستضعاف النفس، وفي غلظة الطبع والظلم، وكيفية الحفاظ على شخصية متزنة وفعّالة، نذكر ما يلي:
-الجبان المستضعف: هو شخص يسهل التغلّب عليه مجازيًّا ونفسيًّا وبدنيًّا، ليس بسبب عجز جسمي يعاني منه، بل بسبب ترسّخ الضعف، وقبول الهوان في عقله وقلبه، سواء بسبب التلقين منذ الصغر، أو بسبب اختياره الحر أثناء بلوغه.
وفي كل الأحوال، ستلاحظ ان هذا النوع من الكائنات البشرية التي تفتقد الرغبة في احترام ذواتها، يظهرون ضعفهم النفسي علنًا للآخرين بسبب كونه الشيء الوحيد الذي يخرج منهم تلقائيًا أثناء تعرضهم للضغوط النفسية الاعتيادية، أو اثناء تعرضهم للتنمّر، وسيجدهم الآخر ضحية سهلة المنال.
-الظالم الجائر: عدائي ومتجاوز في كلامه وتصرفاته، وينظر للآخرين نظرة دونية، وتلاحظه يبادر الى إظهار عداوته تجاه المستضعفين في الأرض، لا سيما من لا يستطيعون الآن الدفاع عن أنفسهم.
وستراه جعظريًّا يميل الى شراسة الطبع، وسوء التعامل مع الناس، بسبب اعتقاده الراسخ أنّ القوة، والتجبّر، والاستبداد، وفرض الإرادة عليهم هي أكثر الوسائل فعالية لإرغامهم على الاستجابة لطلباته الظالمة.
-الشخصية المتزنة: لا يغالي الشخص المتزن في غضبه، أو في ظلمه، ولا يسرف في ضعفه، لكنه يسعى لأن يكون بين ذلك وسطًا، فيستطيع الدفاع عن نفسه بشراسة غير متوقعة، ولا مثيل لها، وبخاصة عندما يتعرّض للاعتداء.
لكنه لا يتنمّر، ولا يتجبّر، ولا يتطاول على الناس فقط، لأنه يظن أنه يملك القدرة على فعل ذلك، فهو يتمتع بسمات الرجل الألفا، ولكنه أكثر رصانة منه.
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi