الأخيرة
لا... ثم لا... ثم لا
السبت 20 يوليو 2019
5
السياسة
الشيخ علي الجابر الأحمدتلك اللاءات الثلاث، وأكثر منها يصدح بها أهل الكويت لقانون الجنسية الذي وافقت عليه غالبية نواب أنفسهم، وليسوا نواب الأمة. فقسما بالله العظيم، وإن كنت أرفض القسم غيابياً، إلا أنني واثق كل الثقة، وأجزم بحقيقة ما أقسمت، لو أن الحكومة تجري استفتاء على وجود المجلس من عدمه، لصوت الشعب على الثانية، ليس كرهاً بالديمقراطية التي لا غنى عنها في الدول المتقدمة، فهي الوجه المشرق لوطننا أمام العالم، بل خوفاً على تشويهها كما تسبب بعض نوابها الأفاضل بهذا التشويه في السنوات القليلة الماضية، ومع كل احترامي وتقديري لشخوص النواب ورئيسهم، إلا أن ممارسة البعض منهم كرهتنا بالمجلس وبمن فيه، لأننا وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع معها الصبر ولا السكوت. وكلي ثقة برفض الحكومة الطلب الذي ظاهره التشريع وباطنه التنفيع، فالحكومة وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب لإيجاد الحلول للمقيمين بصورة غير قانونية، فالسيد العم صالح الفضالة، ابن هذا الوطن وخير من يترأس هذا الجهاز المهم لتعديل التركيبة السكانية التي كدنا أن نختفي بسبب خللها. فما حصل في المجلس ما هو إلا عادة انتهجها بعض نواب التصويت على المصالح الخاصة لهم، ولناخبيهم، وبعض الاحيان للنفاق، وأحياناً أخرى للمجاملة لتبادل الأصوات في القوانين المقبلة بعيداً عن التفكير في مستقبل الأجيال القادمة، ناسين، أو بالأصح متناسين، أنهم راحلون عن الكويت التي ستبقى وأبناؤها الجدد الذين سوف يلعنون أيامكم التي كنتم بها نواباً. كلامي هذا موجه لبعض النواب الذين يعرفون أنفسهم تماماً، متمنيا أن يصححوا مسارهم مع زملائهم، وأن يحترموا ثرى الوطن وسماه، ويخافوا عليه وعلى مستقبل أجياله، هذا الوطن الذي أكرمكم وأعطاكم وحفظكم وأغناكم.هذا الوطن الذي يتم تقطيع أحشائه يومياً بسبب أفعال بعضكم، وبعض من هو على رأس عمله، لا مخافة الله ولا مراعاة ضمير، ولا حسن تدبير، ولا لحظة تفكير بما يفيده ويفيد أهله. عدا الاستجوابات التي أغلبها ليس لها محل بالمصلحة العامة، وهي فقط لمساومة الحكومة والضغط عليها لمصالح بعيدة عن مصلحة المواطن. وهذا هو ديدنكم وهمكم الأكبر أن تنجزوا ما تطمحون إليه، وتتكسبوا منه في عمر المجلس الذي قارب على الانتهاء. علماً أن سيدي صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، بأكثر من لقاء مع السادة النواب، وفي كل كلماته السامية التي ألقاها في المناسبات يوصي الكافة بالحرص على الكويت، وكل ما من شأنه رفعة شأنها، والابتعاد عن كل ما يعكر صفوها، وهي كلمات لها دلالة واضحة لاستيعاب رسالة سموه، وما علينا إلا أن نقوم بترجمتها الترجمة الصحيحة، وترجمة ما بين سطورها، إلا أن نوابنا الأفاضل يتمتعون بنعمة النسيان، وصدق التناسي مما يجعلهم يعودون إلى ممارساتهم التي لا يقبل بها الوطن وشعبه، فلا أمل للكويتيين، ويؤسفني أن أقولها مكرهاً، إلا تعليق المجلس طالما بعض نوابه بهذه النوعية التي عايشناها ولا اعتقد بأن يأتي المجلس بغيرها. فالشعب أيها السادة لا يرفض التجنيس، بل يرحب بكل شخص يستحقه بغير التزوير والتدليس، لذلك أقول، كفى للمجاملات الإعلامية، وكونوا شجعانا أيها المسؤولون، واضحين صدوقين مع الله ومع أنفسكم لتنطقوا بكلمة الحق في ممارسات النواب التي أرجعتنا إلى الخلف، وكلفت الدولة الملايين من ميزانيتها، ولا أريد أن أوضح أكثر من ذلك ،لأننا كشعب كويتي أصابنا اليأس، وطالنا النحس من هكذا ممارسات، أما السادة الوزراء فنصيبهم محفوظ في المقال المقبل. مواطن كويتي