الدولية
لا حلول آنية لأزمة لبنان مع الخليج والأبواب مفتوحة على شتى الاحتمالات
الأربعاء 24 نوفمبر 2021
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة":لم يتجاوب "حزب الله" مع كل الدعوات التي وجهت إليه، لا من أجل تسهيل عودة الحكومة للاجتماع، ولا بقبوله استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، الأمر الذي يؤشر بوضوح إلى أن الأزمة طويلة ومعقدة، وهو ما سيفتح الأبواب على شتى الاحتمالات السلبية، في وقت يعاني اللبنانيون من مخاطر اجتماعية وحياتية لم يعد لهم قدرة على تحملها، بشهادة الهيئات والمنظمات الدولية التي تحذر من مآل الأمور في هذا البلد في المرحلة المقبلة. وفيما من المقرر أن يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الفاتيكان، اليوم، للقاء الحبر الأعظم البابا فرانسيس، ومن بعدها يزور مصر وتركيا، طلباً للوساطة مع الدول الخليجية الأربع، دون بروز معطيات تشير إلى إمكانية الاستجابة للرغبة الميقاتية على هذا الصعيد، أكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أن أي تأخير في حل الأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج يهدد بالتأثير على حياة المزيد من اللبنانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة.واعتبر مولوي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أن حل الأزمة يبدأ باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، ووصف الاستقالة بأنه "طال انتظارها عن استقالة قرداحي".وأضاف: "كان يجب أن يستقيل مبكرا.. كان يجب أن يستقيل على الفور.. كل تأخير يلحق ضرراً أكبر باللبنانيين."ولفت مولوي إلى أن قرداحي لن يستقيل لأنه يحتاج إلى موافقة مؤيديه السياسيين، بمن فيهم حزب الله.وحذر من إمكانية توسيع نطاق حظر الاستيراد السعودي ليشمل جميع أنواع التجارة مع دول الخليج، مشددا على أهمية عدم الانتظار لاتخاذ إجراءات كان من ممكن اتخاذها في وقت سابق وبشكل أسهل.وعلى صعيد متصل، وفي أوج الخلاف بين "لبنان الدولة" والدول الخليجية الأربع ، تُسجّل يوميا تطورات ومواقف، محلية وداخلية، من شأنها توسيع الهوّة بين الجانبين، وتدل على ان ايجاد حلّ للقطيعة الناشئة بقرار خليجي، صعب وبعيد المنال، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".وفي الساعات الماضية، نشرت قناة "العربية" مقطع فيديو يؤكد تورط عناصر "الحرس الثوري" و"حزب الله" اللبناني، بدعم الحوثيين عسكريًا. وأشارت الى إنها حصلت على المقطع المصور، الاثنين الماضي، من تحالف دعم الشرعية في اليمن، لافتة الى أنه يُظهر "تدريبات لميليشيات الحوثي على طائرات أممية، بهدف اختبار منظومة جوية صاروخيةوقالت ان الشريط يظهر أيضا "تورط خبراء أجانب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، بشن عمليات عدائية دعمًا للحوثيين الذين حولوا مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية من خلال الدعم الإيراني"، ويبيّن "تنفيذ عدد من العناصر الحوثية لتجارب واختبارات على إحدى المنظومات الجوية، عبر استخدام طائرة أممية أثناء الهبوط والإقلاع في مطار صنعاء الدولي للتأكد من فاعلية المنظومة، باعتبار الطائرة هدفا جويا متحركا في محاكاة لسيناريوهات الاعتراض والتدميرفي الموازاة، نقلت "الفضائية السعودية" عن المتحدث الرسمي باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي، قوله تعليقا على المقطع المسرب "إيران حولت مطار العاصمة اليمنية لقاعدة عسكرية، بعد أن أقامت جسرا جويا عام 2014 بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء، عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) ونقلت كافة أنواع الأسلحة بينها أسلحة نوعية، لأتباعها الحوثيين". وأشار المالكي إلى أن "الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب، وتفخيخ وتخزين وإطلاق للصواريخ البالستية والطائرات المسيرّة، من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني".وما يجب التوقف عنده، بعد سرد هذه المعطيات تتابع المصادر، هو ان السبب المباشر لانفجار "الغضب" السعودي - الخليجي، على لبنان، كان تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي الداعم الحوثيين في اليمن، والمنتقد لاداء قوات التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة. هذا المعطى، تضيف المصادر، يؤكد مدى حساسية الملف اليمني في الحسابات السعودية، كونه يؤثر مباشرة على امنها وسلامة اراضيها. فالحوثيون يستهدفونها عبر المسيرات منذ اشهر ويضربون نقاطا حساسة وحيوية فيها، ما دفعها الى الانخراط في عملية عسكرية في اليمن. ولما كان انخراط "حزب الله"، عبر السلاح والعناصر، منذ سنوات، في تدريب الحوثيين، أثار بشدة حفيظة الرياض، قبل ان يأتي تصدير المخدرات من لبنان، عبر المنتجات الزراعية، إلى أراضي المملكة مباشرة، ليلبّد الأجواء الملبدة أصلاً بين الدولتين منذ ان بدأ الحزب يتمدد في الميادين العربية من دون ان تحرك "الدولة" اللبنانية ساكنا، تأتي هذه الفيديوهات التي بثّتها قناة "سعودية"، والتي تؤكد ان "الحزب" يواصل نشاطه العسكري في اليمن وكأن شيئا لم يكن، لتصبّ زيتا على النار وتزيد المملكة قناعة بأن الابتعاد عن لبنان الرسمي يجب ان يستمر لا بل يجب ان يترافق مع إجراءات "عقابية" أقوى وأقسى وأكثر ايلاما، خاصة وان الحكومة لم تتخذ حتى الساعة، اجراء واحداً في حق وزير الإعلام أو الحزب، مؤكدة مدى استسلامها أمامه!