سان فرانسيسكو- وكالات: بينما يتلقى الملايين من الناس حول العالم التطعيم ضد فيروس "كورونا" المستجد، يلاحظ الأطباء أن بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح يعانون من الحساسية أو ردود فعل متأخرة، لا سيما تجاه لقاحي "مودرنا" و"فايزر"، فما السبب؟يرى الأطباء أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن ردود فعل الجسم على اللقاحات موقتة، رغم أن بعضها يحتاج إلى متابعة عن كثب في حال تطورت، وفق ما ورد في تقرير بثته شبكة "آيه بي سي نيوز" التلفزيونية الأميركية امس.وورد في التقرير ان بعد ثلاث ساعات من تلقي الاميركية تيريزا فيلاسكو (70 عاما) لقاح "مودرنا"، بدأت ذراعها في الورم، وظهر طفح جلدي أحمر على أجزاء من جسمها.وقالت فيلاسكو، المقيمة في سان فرانسيسكو إنها تعاني من "ألم في الليل وقليل من الأحمرار".واتصلت إيرما دوران، ابنة فيلاسكو، بطبيبها للاطمئنان على والدتها، التي تعاني من ظروف صحية غير مستقرة بسبب تقدمها في السن، فيما قالت في حديث الى القناة:" إن هذه المرة الأولى التي تعاني فيها والدتي من رد فعل تحسسي".أضافت:" أصيبت ذراعها بالسخونة والتورم. نعرف الكثير من الناس ممن تلقوا اللقاح لم يعانوا من مثل هذه الأعراض، وكانت الوحيدة التي ظهرت عليها الحساسية".تعليقا على ذلك قالت اختصاصية أمراض الحساسية والمناعة في مستشفى "ماساتشوستس" العام ريبيكا ساف، التي شاركت في دراسة نشرت في مجلة "نيو إنغلاند" للطب:" يمكن أن يكون لدى البعض حساسية من اللقاح، لكنها نادرة جدًا".
وأكدت ساف وزملاؤها ان رد الفعل المتأخر نتيجة تلقي لقاح "مودرنا" تشبه الحساسية تجاه بعض الأدوية، وهي غير مقلقة، ويمكن أن تكون نتيجة استقرار بروتينات اللقاح على سطح الخلايا، وبالتالي قد تستجيب تلك الخلايا بقوة، مما يظهر على شكل طفح جلدي.وشددت على ان ما وجدوه من خلال الدراسة يؤكد ضرورة أخذ الجرعة الثانية من اللقاح حتى بعد ظهور رد الفعل، لأن "هذا لا يعني أنك ستعاني من أي أعراض أخرى مثيرة للقلق، اذ بالنسبة لمعظم الناس، كانت الأعراض أقل بكثير عند تلقيهم الجرعة الثانية"، وفقا لما قالته.في المقابل قال اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة "كاليفورنيا" بيتر تشين هونغ:" إن الصداع والوجع في موضع الحقن أمر شائع،اذ ان وجود رد فعل ليس بالضرورة أمرًا سيئًا".اضاف:" إنه أمر جيد، لأن جيش الخلايا الجيدة يتم تدريبه من خلال اللقاح، ولذا عندما يهاجم فيروس "كورونا" الحقيقي الجسم، سيكون هذا الجيش من الخلايا جاهزًا لمحاربته".وأكد" ضرورة عدم القلق من ظهور أي أعراض موضعية نتيجة تلقي اللقاح"، وقال:"إن ظهور هذه الأعراض نادر جدًا، ويتراوح من 1 إلى 5 لكل مليون شخص".واكد الخبيران الطبيان "أن ردود الفعل المتأخرة النادرة نتيجة تلقي اللقاح، مثل الإحمرار أو الطفح الجلدي، تختفي بعد أسابيع عدة"، واتفقا على" الأفضل أن يكون لدى الشخص رد فعل تجاه اللقاح بدلاً من الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد".