الثلاثاء 20 مايو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

لا يوجد في البلد إلا هذا الولد

Time
الثلاثاء 30 مارس 2021
View
5
السياسة
سعود عبد العزيز العطار

الأمانة والنزاهة والشرف والأخلاق والإخلاص أساس وجوهر أي عمل يقوم به الإنسان لأنه يتقاضى مقابله أجرا وسيحاسب عليه يوم القيامة، ولكن الطامة الكبرى أن الكثير من المسؤولين لا يتمتعون بتلك الصفات ولا يعلمون بأن المسؤولية تكليف وليست تشريفا ووجاهة وأن أعمالهم تحتاج للمزيد من اليقظة والانتباه لجسامة مواقعهم الحساسة التي وجدوا من أجلها للحفاظ على مصالح البلاد والعباد مع هذا تجدهم يخفقون في مهامهم المنوطة بهم لسنوات مع غياب الرقابة والمتابعة الحكومية عليهم.
ومع هذا للأسف، ورغم تقدمنا في الديمقراطية التي نتباهى بها إلا أن ثقافة تقديم الاستقالة مفقودة بل معدومة في القاموس عندنا، فالكل يتشبث بالكرسي كأنه دائم له ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمبادئ فمصلحتهم فوق مصلحة الجميع والأدهى من ذلك وأمر تجدهم في كل حقيبة وزارية يتم توزيرهم مرة أخرى بمواقع جديدة وكأن الحكومة راضية عنهم، بل وتريد أن تحميهم من الاستجوابات والمساءلة القانونية وكأن الموضوع أصبح عنادا ومكابرة وإصرارا على المزيد من الإخفاقات وكأن لا يوجد في البلد إلا هذا الولد رغم وجود الشباب المتعلم والمثقف والخريج من أشهر الجامعات العالمية والمعترف بها على أهبة الاستعداد ولكن لا حياة لمن تنادي.
مشكلتنا في الكويت عدم وجود الرؤية الثاقبة الحكيمة والبصيرة النافذة وبعد النظر لاستشراف المستقبل، فالذي لا يستطيع أحد أن ينكره أو يغض البصر عنه كثرة التخبطات والقرارات العشوائية وعدم الكفاءة السياسية وهي الأسباب التي تجرنا لمكانك سر والتخلف عن الركب لعجزها التام في حل ملفات المشكلات المتراكمة التي يعرفها الجميع ومللنا من ذكرها وتكرارها لأنه كما يقول المثل الكويتي: "عمك أصمخ"!
كل هذا التذمر والتحلطم وعدم الارتياح من الإخفاقات الحكومية يستوجب من الحكومة الإسراع بإعادة ثقة الشعب فيها ونود نذكرها بقول المولى عز وجل: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها..."، ويقول الإمام علي كرم الله وجهه: "رأس العقل التودد إلى الناس، ورأس الجهل معاداة الناس، ورأس الإيمان الإحسان إلى الناس".

آخر كلام
تصرُّف معيب أرعن همجي غير مقبول وغير لائق من أحد المسؤولين في مؤسسة الموانئ الكويتية وهو يتعدى بالضرب ويصفع أحد حراس أمن مبنى المؤسسة بطريقة وحشية بعيدة عن روح الأخلاق، وحتى ولو كان رجل الأمن قد أخطأ، فهناك قنوات وطرق في التعامل أفضل بكثير من هذا التصرف غير الأخلاقي من مسؤول يجب أن يكون هو القدوة.
يجب إعطاء كل ذي حق حقه في هذه الحادثة بالعدل والمساواة؛ لأننا في بلد قانون وليس في شريعة غاب بأن نتصرف كما نريد! والله خير الحافظين.

كاتب كويتي
[email protected]
آخر الأخبار