الأحد 13 أكتوبر 2024
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

لا يُلدغ المؤمن!

Time
الاثنين 29 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

في حديث صحيح عن الحبيب المصطفى( صلى الله عليه وسلم) يقول :" لايلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وفِي رواية أخرى "لا يلسع"، ونحن مع الأسف شعب وحكومة نلدغ من الجحر نفسه المرة تلو المرة ولا نتعلم، بل كأننا أدمنَّا على اللسع فأصبح هواية عندنا.
ففي فترة قبل الغزو العراقي الغاشم على الكويت الحبيبة كانت السفارة العراقية تحكم بالكويت، وكان لضابط المخابرات العراقي المتخفي في السفارة تحت مسمى ملحق ثقافي، واسمه حامد المُلا، ثقله بالكويت، فقد كان يستقطب رجال الإعلام والأدب والفن والصحافيين والفنانين بشتى الطرق والدعوات المستمرة لزيارة العراق مع التكفل بالمصاريف كافة والأمور الأخرى غير المعلنة، بالإضافة إلى التنسيق مع المراكز المهمة، خصوصاً بالإعلام وبعض المواقع الحساسة لتدريب عراقيين على أجهزتنا، على أساس أننا متطورون عنهم، واتضح فيما بعد أن كل هؤلاء كان هدفهم استلام الأماكن الحساسة بالكويت بعد الغزو، خصوصاً الإعلام، حتى أن جيش الغزاة لم يجد صعوبة في معرفة الأماكن الحساسة وطريقة إدارتها، والمؤسف أننا لم نكتشف كل ذلك إلاّ بعد سيطرة الجيش العراقي على الكويت عندها فقط اكتشفنا أننا سلمنا مقدرات بلدنا بأيدينا لعدونا المتخفي بثياب الصديق!
ما أقرب الْيَوْمَ من الأمس ها نحن نقع تحت غزو جديد، قد يختلف عن الغزو السابق، فهذا الغزو لم تستخدم فيه دبابة ولا مدفعية، لكنه غزو ناعم جداً سيطر على مفاصل بلدنا برضانا، وإذا كان جيش الغزاة العراقيين حشد في اليوم الأول للغزو 120ألف جندي، فقد بلغ عدد الغزاة الجدد مليون شخص، ينتشرون في كل بقعة في الكويت، ويمسكون أهم مفاصل البلد، وها هي النتائج تتكشف يوماً بعد يوم، وها نحن نلدغ من الجحر نفسه أكثر من مرة، ولا نتعلم!
ولو نظرنا بتمعن إلى المكتبات التي تسمي نفسها إسلامية في شارع المثنى بحولي، وما يجري فيها وفِي محيطها من تجمعات لخلايا "الإخوان" النائمة، وترويج لفكر تلك الخلايا التي تسيطر سيطرة كاملة على هذا الشارع، ومكتباته، وزواره أيضا، الذين جعلوا من تلك المكتبات ميدان"رابعة" يجتمعون فيه، ففي المقابل هناك غفلة أو تغافل عن كل ما يجري هناك من الأجهزة الرسمية، ومن يمعن النظر فيهم يعرف كم نحن مخترقون، وأننا لازلنا نلدغ من دون أن نتحرك، مع الأسف الشديد، فالحملات التفتيشية لا تتعدى جليب الشيوخ وملحقاتها، أما شارع المثنى والمتحكمون فيه فلا رقابة الإعلام ولا رقابة الداخلية تقترب منهم، ولا أحد يعرف سر القوة الذي جعل تلك المكتبات، وما يدور فيها، محصن لا تقربه الأجهزة الرسمية!
شارع المثنى نموذج فقط من نماذج الغزو الجديد الذي وقع بالفعل، وليس غزواً متوقعاً وقوعه، وما على المهتم إلا أن يتابع ما ينشر في الصحف اليومية من أخبار جرائم المحترفين من الوافدين، ليعرف كم نحن مخترقون!
نحن بأمس الحاجة إلى بطل تحرير جديد أو انتفاضة تعيد الكويت لأهلها...زين.
آخر الأخبار