الأربعاء 28 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لاَ تَكُنْ مُعِينًا للجَبَابِرَة
play icon
كل الآراء

لاَ تَكُنْ مُعِينًا للجَبَابِرَة

Time
الأربعاء 06 ديسمبر 2023
View
253
sulieman

حوارات

"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ" (القصص 17).
يجدر بالرجل الحُلاحِل في عالم اليوم المضطرب أن يحرص على الامتناع عن أن يكون مُعِينًا، أو ظهيرًا، أو مساعدًا للجبابرة العتاة، والمتسلّطين في ظلمهم وفي تجبّرهم، وتعاليهم على الناس، فكل من يعين أو يساعد الظالم المتجبّر في تجبّره، وطغيانه، وقسوته هو شريك أصيل في جرائمه.
ومن بعض علامات ودلائل إعانة الجبابرة الظلمة، نذكر ما يلي:
-التبعية العمياء للطغاة الجبابرة تكاد تشابه التأليه، والعياذ بالله، وتظهر علامات هذه التبعية الاستعبادية في منح المُعِين الهيبة الأخلاقية غير المستحقه للطغاة والمستبدين، مع علمه التام بظلمهم وتجبّرهم، وفسادهم، وستراه خادمًا صاغرًا ينقاد وراء سيّده بذلّ وبهوان.

  • تزكية الجبابرة وتبرير جرائمهم: يزكّي مُعِين الجبابرة شخصياتهم المعتلّة نفسيًا، والمضطربة فكريًّا، وستلاحظ الظهير المساند يمدحهم بإفراط، ربما يسعى الى رفع درجة الجبابرة في أنظار وأسماع الآخرين عن طريق ممارسة التطبيل الرخيص، بكل الوسائل المتاحة له، ويبرّر ظلمهم وجرائمهم عبر فبركة دلائل كاذبة تبرّئهم.
    -عبد المنزل وعبد الحقل: مُعِين الجبابرة هو عبد المنزل الذي يتذلّل لسيده، ويكره عبد الحقل الضحية الفعلي للعبودية، ويظنّ أنّ له مكانة أرفع منه، بسبب قربه ممن يستعبده.
    وعبد الحقل يناله الظلم وكل أنواع العذاب على يد الجبّار الطاغية، لكنه يتوق للتحرّر من العبودية، بينما عبد المنزل كائن مازوخي يتلذّذ بالضرب وبالإذلال الذي يتلقاه من سيّده الجَبَّار.
    -بيع الضمير والارتزاق:
    ظهير الجبابرة هو من يبيع ضميره الإنساني الحر للمستبدين، والجبابرة، ويرتزق منهم عن طريق التطبيل لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو بالطبع مستعدٌ دائمًا لتغيير وجهة تأييده وفق قوّة الإغراءات المالية التي يتلقّاها من الجبابرة الآخرين.
  • مُعِين الجبابرة يلتقم فضلات طعامهم: يفتُّ الجبّار الطاغية والمستبد لظهيره ولمُعِينه فتًّا قليلا من فضلات طعامه لعلمه بقدره الرخيص عنده، وربما ستجد مُعِين الجبابرة يجلس قرب مكان الأحذية، ويُطأطِئ رأسه إذعانًا لسيّده، ويطوي ذيله بين ساقيه خوفًا منه، فلا تَكُنْ مُعِينًا للجَبَابِرَة، تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي

آخر الأخبار