الجمعة 18 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

لاَ تُعد ثِقَتَكْ بِمَنْ تَخَلّى عَنْك وَقْت الشِّدَّة

Time
الاثنين 04 يوليو 2022
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يحدث أحيانًا كثيرة أن يعيد بعض الأشخاص من أصحاب القلوب الطيبة والطبائع المتسامحة ثقتهم مرة أخرى بمن تخلى عنهم في السابق أثناء تعرضهم لأحرج المواقف الحياتية المصيرية، ولا سيما من خذلهم وقت الشدّة، وهذا الموقف النفسي والتصرف الشخصي المضطرب سيؤديان حتمًا الى السقوط مرة أخرى في شباك الثقة المفرطة بالآخر.
ومن الأسباب المنطقية التي تؤكد ضرورة عدم إعادة الثقة، ولو جزء بسيط منها، بمن تخلى عنا وقتما كنا في أمس الحاجة لمساعدته أو على الأقل كنا فقط في حاجة لتأييده المعنوي لنا، بعض ما يلي:
-يوجد بالفعل في عالم اليوم أشخاص يرفضون التعلّم من تجاربهم الحياتية، ولا سيما تلك التي تمحورت حول فشل ثقتهم بالآخر، و هم الافراد الساذجون الذين يعيدون ثقتهم مرة أخرى بمن خانهم أو خذلهم أو تخلى عنهم عندما كانوا في أمس الحاجة ولو لقدر قليل من الدعم المعنوي.
-لا يوجد رابط منطقي بين تصالح الانسان مع ماضيه وبين إعادته الثقة بمن خذلوه وقت الشدة، فيشير الأول الى إدراك الانسان للحقائق الثابتة للطبيعة البشرية، ويدل الثاني على رفض التعلّم من تجارب الحياة.
- أشياء في الحياة لا يمكن إعادتها أو إصلاحها وأخطاء لا يمكن غفرانها: لا تثق مرة أخرى بمن خانك أو غدر بك أو استغلك أو سعى لبسط سيطرته أو فرض الوصاية عليك، ولا تثق بمن ضرب بعرض الحائط كل ما كنت تتوقعه منه من مواقف وتصرفات بنّاءة أو إيجابية تجاهك، ولا يمكن أبدًا وإطلاقًا إصلاح ما تسبب بكسره الحبُّ المزيف والصداقة المزيفة والأخوّة المزيفة والصُّحبة المزيفة والشراكة الحياتية الاستغلالية.
-من خذلك أو تخلى عنك عندما كنت في أمس الحاجة لدعمه أو لتأييده المعنوي أو لوقوفه بجانبك حطّم باختياره روابطه معك، وليس من المنطق أن تبادر بإعادة ثقتك به، أو تبحث له عن تبريرات لخذلانه لك ولتخليه عنك في السابق.
-كلما ضعفت بصيرة المرء عمى بصره وضعف سمعه عن الرؤية والانصات للعلامات وللإشارات الأولية الدالة على العلاقات السيئة مع الآخرين.
$ كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار