الدولية
لبنان: أسبوع حاسم لتشكيل الحكومة و"تبديل حقائب" لتسهيل عملية التأليف
الخميس 24 يناير 2019
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":جزمت أوساط بارزة في تيار "المستقبل" أن "الأسبوع المقبل، سيكون حاسماً على الصعيد الحكومي، لأن الرئيس المكلف سعد الحريري لن يكون مستعداً للانتظار فترة أطول"، كاشفة لـ"السياسة"، أن "أفكاراً متقدمة يجري تداولها لتجاوز العقد، يفترض أن تقود في الأيام القليلة المقبلة إلى حل الأزمة الحكومية" التي دخلت اليوم شهرها التاسع.وكشفت المعلومات المتوافرة أن الحريري حصل على وعود من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بمساعدته في طلبه تبديل بعض الحقائب الوزارية لتسهيل التأليف، بعدما كان الوزير جبران باسيل أبلغه أنه تنازل عن الوزير الحادي عشر، تحسساً من الجميع بخطورة الأوضاع الاقتصادية التي تفرض الإسراع في تأليف الحكومة، لمواجهة الاستحقاقات الداهمة التي ينتظرها لبنان . وأكدت أوساط "المستقبل" أن "الاعتذار ليس وارداً في قاموس الرئيس المكلف، بالنظر إلى تداعياته السلبية على الأوضاع الداخلية، وبالتالي فإن الحريري يعمل جاهداً لإنجاز مهمته، وفقاً للتصور الذي يريده بالرغم من العراقيل التي توضع في طريقه". في غضون ذلك، عرض الرئيس ميشال عون الأوضاع المالية، مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان. وشدد الوزير خليل بعد اللقاء، على "أننا اتفقنا على سير الأمور بالطريقة الصحيحة التي تضمن انتظام الدفع، خصوصاً في ما يتعلق بالرواتب والأجور والسندات في الإطار الدستوري حتّى لا يكون هناك أيّ إشكال مستقبلاً". بدوره، أكد النائب كنعان أن "القمة العربية الاقتصادية أعطت دفعاً كبيراً للبنان بعد إبداء عدد من الدول رغبتها بمساعدته، ونطمئن اللبنانيين بأنّ الثقة المالية التي أُربكت سابقاً بدأنا نستعيدها شيئاً فشيئاً". إلى ذلك، شدد الرئيس ميشال سليمان خلال استقباله النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق الان حكيم، على "أهمية مواكبة الأحداث والتطورات والمتغيرات في المنطقة، ما يتطلب تأليف حكومة قادرة على تأمين حقوق لبنان وتحصين موقفه السيادي بما يحاكي الهواجس الأمنية والمخاطر الاقتصادية"، مؤكدا أن "أي سياسة لا تخدم الاقتصاد فاشلة ومضرة للبنان الذي تعهد غير مرة بالبدء بورشة الاصلاحات".واعتبر أن "تعطيل تأليف الحكومة أهم من التشدد للحصول على ما يسمى الثلث المعطل، غير الموجود أصلا وغير المفيد في ظل قدرة أي فريق على القيام بتحالفات داخل الحكومة، تكون ثابتة حينا وعلى القطعة أحيانا".من جانبها، قللت مصادر مواكبة من نتيجة الحراك الذي بدأه الرئيس المكلف سعد الحريري عقب القمة الاقتصادية، منبهة من مغبة الإسراف في التفاؤل كي لا يصاب اللبنانيون بالصدمة التي أصيبوا بها في المرات السابقة. وقالت "حسناً فعل الرئيس المكلف هذه المرة بعدم تحديد موعد جديد لعملية التشكيل، كي لا يعطي فرصة للمعرقلين لخربطة ما تم التوصل اليه".ولم تخف قلقها من لجوء "حزب الله" الى التعطيل مرة أخرى، وهو ما أوحت به المواقف التي صدرت من بعض نواب اللقاء الذين نفوا علمهم بأية مبادرة في هذا الشأن. ورأت أن لا فوارق كثيرة بين ما تم التوافق عليه في الفترة الماضية وما يجري تداوله في الوقت الحاضر، ورغم ذلك عطل "حزب الله" كل المساعي التوافقية في الماضي ولا شيىء يمنعه من معاودة الكرة هذه المرة. وقالت: "لو كانت هناك بوادر إيجابية كما يحكى عنها، لكان الحزب وضع الرئيس بري في أجوائها. أما أن تبقى الأمور معلقة بشروط باسيل وعناد التشاوري وتصلب حزب الله، فلن يكون هناك حكومة في المدى المنظور، وستبقى الأمو معلقة بإنتظار ما يحمله الأمين العام لحزب الله في إطلالته غدا السبت، فإما أن يعلن أن الأزمة انتهت وستولد الحكومة مطلع الاسبوع المقبل. أو أنه سيكرر موقفه السابق "روحوا اتفقوا مع اللقاء التشاوري وبعدين فكروا بتشكيل الحكومة"، وهو ما غمز جنبلاط من قناته في كلامه المقتضب حول وجود فريق لايهمه إقتصاد البلد ولا خراب البلد بقدر ما يهتم بمصالحه الخاصة.