الدولية
لبنان: إعلان حالة الطوارئ على طاولة الحكومة... والقرار خلال أيام
الثلاثاء 24 مارس 2020
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة": في ضوء تفاوت الالتزام بتطبيق الإجراءات الحكومية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، علمت "السياسة"، أنّ إعلان حالة الطوارئ بات مسألة أيام قليلة جداً، إذا لم يحصل التزام تام بهذه الإجراءات في الأيام المقبلة... وبالتالي فإنه من غير المستعبد أنّ يصار إلى إعلان الطوارئ، لدفع الناس إلى التزام منازلها أكثر، تفادياً لتوسيع انتشار الوباء.وأشارت المعلومات، إلى أن خيار الطوارئ جرى بحثه في الساعات الماضية بين كبار المسؤولين، بانتظار مزيد من المشاورات في الساعات المقبلة، وفي ضوء حصيلة الإحصاءات اليومية بانتشار "كورونا" في المناطق اللبنانية. ونشرت وزارة الصحة، عبر "تويتر"، رسمًا بيانياً لتأخير الانتشار المحلي لفيروس "كورونا" والعدد التراكمي للحالات الإيجابية منذ إعلان أول إصابة، في حين ارتفعت أعداد المصابين بالوباء إلى أكثر من 304 حالة تم تسجيلها منذ 21 فبراير.والتقى رئيس الحكومة حسان دياب، أمس، وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير، سلمه شيكاً بقيمة 6 ملايين دولار تعهدت بها الجمعية للمشاركة في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس "كورونا".واعتبر دياب بعد اللقاء أن "لبنان في محنة والشعب يعيش وطأة الاعباء الاقتصادية والصحية لذلك يجب تضافر كل الجهود".وشدد على أن "المطلوب الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها وتقوية خبراتها لكي نتخطى هذه الأزمة".وشكر "جمعية المصارف ورئيسها على هذه المبادرة والوعد الذي أطلقه بأنه ستكون هناك مبادرات أخرى لمواجهة الوباء".من جهته، شدد صفير، على أن "الوباء لا يهزم الا بالمَناعَة، ولا يمكن تجَاوز المحن الا بالمناعة الوطنية التي اكتسبها لبنان عبر الأزمنة".وأشار الى "إنَّ مبادرتِنا اليوم هي واجب وطني وليست الا البداية وسيكون هناك مبادرات أخرى في الأيام القليلة المقبلة". وعاهد صفير الشَّعب اللّبناني بأن "القطاع المصرفي سيكون في طليعَة المؤسَّسات السّاعيَة لعودة الحياة الطبيعية في البلاد وتجاوز آثار المحنة".وفي السياق، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ اعلان حالة الطوارئ أمر ضروري، وليس الاكتفاء بما هو حاصل اليوم مع ما يشبه "حالة طوارئ لايت"، فيما المطلوب هو التشدّد والصرامة الى ابعد الحدود في إلزام المواطنين بالتقيّد بالإجراءات أسوة بما هو معمول به في دول العالم، وعلى الاقل لجهة فرض حظر التجوّل ضمن فترات معينة، وعلى سبيل المثال من الساعة 7 مساء وحتى الساعة 6 صباحاً، فعلى الأقل القوى العسكرية والأمنية التي تتولّى فرض الأمن وتطبيق الاجراءات الوقائية نهاراً، يمكن لها ان ترتاح قليلاً في فترة الليل.وكتب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، على "تويتر": "تلجأ بعض البلديات إلى قطع الطرقات وإقامة حواجز الذي هو نوع من الأمن الذاتي الآمر الذي يسبب مشاكل عديدة. أفضل طريقة ان تتولى قوى الأمن والجيش فتح تلك الطرقات وان يزداد التشديد على الذين يخالفون تعليمات حظر السير، لذا اعود وأنادي بحالة طوارئ مع تنظيم حاجات المواطن الأساسية".كما أعلن تيار "المستقبل" في بيانٍ، أنه "تابع إجراءات التعبئة التي اتخذها مجلس الوزراء، معتبرًا أن "لا شيئاً يمنع الحكومة من اعلان حالة الطوارىء وهذا الامر منصوص عنه في الدستور لمواجهة الكوارث".وقال: "بات من الواضح ان قرار مجلس الوزراء التعبئة العامة لم يؤد عملياً إلى النتائج المتوخاة منه، وبالتالي فإن إعلان حالة الطوارئ هي مسألة طبيعية لمواجهة الوباء بعيداً عن أي حسابات سياسية وسلطوية".وجدد "المستقبل"، الدعوة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري منذ اكتشاف إصابة الحالة الاولى في لبنان الى تضافر جميع الجهود لدعم الفرق الطبية وتأمين مستلزمات العلاج واجراء الفحوصات.وتوجه وزير الداخلية محمد فهمي إلى اللبنانيين بالقول: "سأتحدث معهم بلغة العسكر، عندما نواجه عدواً يقصفنا مثلاً بالمدفعية أو الدبابة نعتمد الدفاع الإيجابي، اي نردّ بالمستوى نفسه، وبالمضاد المناسب، اما اذا كنا لا نملك المضاد او سلاح الرد، فننتقل إلى الدفاع السلبي وهو الاحتماء والمناورة قدر المستطاع إلى أن يتمّ إمدادنا بالدعم المناسب للحدّ من الإصابات قدر المستطاع".وكشف فهمي، أنّ "الأجهزة الأمنية سطّرت أمس 287 مخالفة تمّ ضبطها بين فردي ومؤسسات".وقال، "نحذّر المواطنين: عليكم الالتزام بالإجراءات التي نطلبها والّا سنضطر للانتقال الى حالة طوارئ شاملة ومنع التجول في المناطق كافة".إلى ذلك، وبعد إعلان إصابتها بفيروس "كورونا"، انهالت الرسائل الداعمة للوزيرة السابقة مي شدياق من زملائها في حزب القوات اللبنانية.وفي هذا السياق، نشر النائب سيزار المعلوف، عبر "تويتر" صورة شدياق وأرفقها بالقول، "من تحمل في كيانها ارادة حديدية وفي قلبها ايمانا يهز الجبال، ومن واجهت الموت بوقفة عز وتحدته بصلابة المؤمن, لن يهزمها فيروس لعين".وأضاف، "صديقتي وزميلتي مي عرفتك قوية وبقدرة الله ستعلنين عن شفائك قريبا. سلامة قلبك".وفي التداعيات، أقدم سائق سيارة أجرة على احراق سيارته في منطقة المدينة الرياضية في بيروت، وذلك إحتجاجًا على الإجراءات التي يتم تطبيقها من قبل القوى الأمنية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء بمنع وجود أكثر من راكب واحد في وسائل النقل.