الدولية
لبنان: اشتعال الجبهات بين جنبلاط وعون والحكومة قد تكون أولى الضحايا
الثلاثاء 06 أغسطس 2019
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": ماذا بعد اشتعال الجبهات بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" والعهد؟، وما هو مصير الحكومة التي لم تجتمع منذ أكثر من شهر؟، وهل ما زال بالإمكان العودة إلى لغة الحوار والمصالحة لتنفيس الاحتقان الطائفي الذي يهدد المصالحة في الجبل برمتها، لا بل التسوية القائمة من ألفها إلى يائها؟.هذه الأسئلة فرضت نفسها بقوة في الساعات الماضية، بعد الهجوم المضاد الذي شنه "التقدمي" على رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل، الذي حمّله الوزير وائل أبو فاعور المسؤولية كاملة عما حصل في الجبل، في حين قال رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط : "سنبقى صامدين في الحزب على الرغم من كل محاولات الارهاب، ومعنا اصدقاء كثر في وجه الارهاب المنظم لقسم مما يدعي الحكم ويعيش في الماضي المظلم المبني على منطق حروب الالغاء"، مقابل مطالبة النائب في كتلة "ضمانة الجبل" ماريو عون بسجن جنبلاط إذا ثبتت مسؤوليته عن الأحداث. وأكدت أوساط وزارية لـ"السياسة"، أن الحكومة قد تكون أولى ضحايا انفجار الأزمة بين "المختارة" و"بعبدا"، وهو الأمر الذي يقضي على كل أمل بالعودة إلى المصالحة، وطي صفحة الخلافات القائمة التي ستدخل البلد في نفق لا يمكن الخروج منه"، في الوقت الذي قال القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، أن عدم دعوة الرئيس سعد الحريري لعقد جلسة للحكومة هو اعتكاف بحد ذاته. ولفت أبو فاعور للحديث عن تطورات حادثة قبرشمون، إلى أن "حادثة البساتين لما كانت لولا زيارة الوزير باسيل الاستفزازية"، مضيفاً "نذهب إلى دير القمر في قداس متفق عليه مسبقا وعنوانه تكريس المصالحة فننبش ذاكرة العام 1860". ووجّه رسالة الى الرئيس عون، قائلا "هل تقدر حجم الكوارث السياسية؟، بسبب التحريض الذي يعتمده وريثك السياسي الوزير باسيل والبعض في الوطني الحرّ"، مضيفاً "ما هي الخطوات التي تنوي اتخاذها من موقعك الدستوري لتدارك الامر، بدل الايغال في منطق تعميق الانتقام والانقسام".وفي لهجة حادّة، اتهم أبو فاعور الوزير باسيل، بـ "المسؤولية المعنوية والسياسية والقانونية عن حادثة البساتين من ألفها الى يائها"، معتبراً أن "خطاب التيار الوطني الحر فتنوي وينبش قبور الحرب ويزرع السكين في الذاكرة اللبنانية الجريح".وتحدّى "الفريق الآخر بنشر التسجبلات التي تحدّث عنها بأنها تثبت محاولة اغتيال".وكشف أن "الوزير سليم جريصاتي وصل الى حد تهديد القاضي كلود غانم للإدعاء على موقوفي الحزب التقدمي الاشتراكي بتهمة الإرهاب، والهدف سحب رخصة الحزب"، مضيفاً أن "وزير الدفاع الياس بو صعب يضغط على القاضي كلود غانم لللسير بالمنطق الانتقامي نفسه".في السياق، توجّه أبو فاعور إلى الرئيس عون بالسؤال: "هل أنت على اطلاع بكل هذه الفبركات؟، فإذا كنت على اطلاع فإن هذا يضع مصداقية ولايتك على المحكّ، ويضع شعارات الإصلاح والتغيير في دائرة الشك وسيُسجَّل في إرثك وتاريخك السياسي، أنك رضيت بأن يقوم بعض المحسوبين عليك بفبركة ملف سياسي بحق طرف أساسي في البلد". وكان محامو الموقوفين الأربعة من مناصري "الاشتراكي" قدموا دفوعاً شكلية لدى قاضي التحقيق العسكري، معترضين على عدم صلاحية المحكمة العسكرية للبت بملف الموقوفين بحادثة قبرشمون.وقال مفوض العدل في "التقدمي" المحامي نشأت الحسنية، إن "الطرف الآخر الممسك بالسلطة لم يقدم أي مساهمة إيجابية، بل تمسك بشروط تلائم وضعه السياسي"، مشدداً على أن هناك تدخلا سافرا في عمل القضاء".في المقابل، شدّد عضو كتلة "ضمانة الجبل" النائب ماريو عون، على أنّ "القانون يجب أن يطال الجميع"، مؤكّدًا "ضرورة الحزم في الموضوع".وحين سئل: "هل الحزم هو في أن تضع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في السجن؟"، أجاب عون:"إذا ثبت أنه مشارك مباشرة في إعطاء الأوامر، فنعم لم لا؟".