الدولية
لبنان: الأزمة على أشدِّها... "الجمهورية تتزعزع" والرئيس "موارَبةً" يتَّهم "حزب الله" بتعطيل الحكومة
الأربعاء 26 ديسمبر 2018
5
السياسة
بيروت- "السياسة":"اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي...". يأبى شطرُ بيت الشعر المشهور هذا، أن "يَركَبَ" على الواقع اللبناني المأزوم حتى إشعار آخر... وإذا أصررنا على "تركيبه"، فقد يركبُ "سِنّ أعوج"، فيصبح: اشتَدَّي أزمَةُ... تشتدي، وتستحكمي، ولا تَنفَرِجي؛ إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا... فالجمهورية "تتزعزع"، ورئيسها "فقد الجرأة" على قول الأمور كما هي، ورئيس سلطتها التشريعية لا يرى حلّاً إلاّ بـ"دولة مدنية". لقد كان واضحاً أن رئيس الجمهورية ميشال عون أراد إيصال رسالة إلى "حزب الله"، مُحمّلاً إياه، من دون أن يُسمّيه، مسؤولية استمرار تعطيل الحكومة، من خلال سعيه إلى خلق تقاليد وأعراف جديدة في تشكيل الحكومة؛ وهذا ما كشفته مصادر نيابية بارزة لـ"السياسة"، إذ أكدت أن الحزب يريد جعل الوزير المفترض أنه من حصّة رئيس الجمهورية، تابعاً له، عبر ما يسمى "اللقاء التشاوري"، ولا علاقة للرئيس به، بمعنى أن يكون مجرّد "باش كاتب"، الأمر الذي لا يمكن القبول به، كما تقول المصادر التي أشارت إلى أن "حزب الله"، بعد كلام رئيس الجمهورية وصمت الرئيس المكلف، بات يتحمّل وحده مسؤولية تعطيل التأليف الذي دخل شهره الثامن، في الوقت الذي تشير كل الدلائل إلى أن الوضع الحكومي مرشح لمزيد من التعقيد والتفاقم. وفي السياق، حذر البطريرك بشارة الراعي من أن "الجمهورية تتزعزع بسبب أمور كثيرة"، مشيراً إلى أن "رئيس الجمهورية تحدث عن أعراف جديدة بالدستور في مكان، والتطبيق في مكان آخر". وأضاف: "لذلك اقترح إجراء دراسة عن الخطر على الجمهورية، وكيف انتقلنا من الانتماء إلى المواطنة إلى الانتماء إلى المذهب، ودراسة أخرى عن طريقة تأليف الحكومة". البطريرك الراعي، الذي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس المكلف سعد الحريري للتهنئة بالأعياد، جدد مطالبته بـ"حكومة مصغّرة حيادية تشكَّل من اختصاصيين غير محسوبين على أي فئة؛ حكومة تعمل على تسهيل أمور الدولة، على أن يلتقي السياسيون في القصر الجمهوري حول طاولة حوار لحل المشكلات السياسية". ومن عين التينة، نقل نواب عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس، أنه قدّم كل ما يمكن من تسهيلات لتأليف الحكومة، ولم ولن يندم على ما فعله في هذا الإطار، مكرراً أنه شدد على ضرورة تشكيل الحكومة قبل عيد الفطر المبارك، "ولكن للأسف لم تتألف حتى الأن، ولا أريد أن أحمّل طرفاً معيناً مسؤولية ذلك". وقال الرئيس بري، في لقاء الأربعاء النيابي: "لا حلّ إلاّ بالدولة المدنية"، مؤكداً أن "كل المصائب التي نعاني منها ناجمة عن الطائفية والمذهبية اللتين تستشريان أكثر فأكثر". ورأى أن أولى مهام مجلس النواب، بعد تشكيل الحكومة، هي الضغط لتنفيذ ما لا يقل عن 39 قانوناً لم تنفذ حتى الآن، ومنها القوانين المتعلقة بتشكيل الهيئات الناظمة ومجالس الإدارة لعدد من المؤسسات والقطاعات، كالكهرباء والطيران المدني. إلى ذلك، وجّه النائب الياس حنكش نداءً، عبر "تويتر"، إلى رئيس الجمهورية، جاء فيه: "أنقذ نفسك وأنقذنا، لم نرَ في بكركي جرأتكم المعروفة بقول الأمور كما هي". وأضاف: "اليوم لستم شركاء في التعطيل، بل أنتم محتجزون، كما هم اللبنانيّون، رهائن في قبضة المعطلين". وتوجه إلى الرئيس عون: "قلها صراحة؛ من هم المعطلون؟ هل هم مقربون محكومون بحصصهم؟ أم هم أقرب الحلفاء؟ (...) أنقذنا وشكّل حكومة اختصاصيين". كذلك شدد النائب السابق فارس سعيد، عبر "تويتر" أيضاً، على أن "من حقّ رئيس الجمهوريّة أن يشكو همّه إلى اللبنانيين من بكركي... حربٌ ساخنة ضد العهد. ومن حقّنا على الرئيس القول: أكلتم السمّ في 2006 لتحقيق مكاسب، ووصلتم إلى بعبدا؛ فتحمّلوا. التذاكي على من أوصلكم خطير، راجعوا تاريخ البلد، والشكوى لغير الله مذلّة، فلا تشتكوا للراي العام. لا حلّ لدينا".