لبنان: "الأفران" توقف بيع الرغيف غداً... والحكومة تتهمها بالابتزاز

بيروت ـ"السياسة":


في وقت يغرق لبنان بفوضى الدولار الأميركي التي يتجاهل الجميع أسبابها والجهات التي تقف وراءها، فتحت الأبواب أمام موجة إضرابات واحتجاجات، تحط رحالها غداً، مع إعلان الأفران عن وقف بيع الرغيف.
وفي أزمة الرغيف المستجدة، أكد تجمع المطاحن "استمرار المطاحن في اصدار فواتير الطحين وقبضها بالدولار الاميركي، وقد يصل الامر الى قبضها نقدا وفورا بالدولار دون تأخير، وحتما الى توقيف الاستيراد".
وجاء ذلك بعد اجتماع عقده أمس، تجمع المطاحن بحث في خلاله في ما آلت اليه الإتصالات بشأن معالجة مشكلة التحويل من الليرة اللبنانية الى الدولار والمشاكل التي يصادفها اصحاب المطاحن في عملية استيراد القمح.
وفي المقابل، رد وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش في بيانٍ، على أصحاب الأفران فقال : "في ظلّ إصرار أصحاب الافران على التمسّك باعلان الاضراب يوم الاثنين، من دون سبب مُقنع، أجدُني مضطّراً الى تأكيد ما هو بديهي، ومؤكّد بانّنا لن نرضى بابتزاز الناس بلُقمة عيشهم، تماماً كما لا نرضى بظُلم اي صاحب حقّ".
وقال بطيش: إن "التحجّج بموضوع سعر صرف الدولار فسقطَ ايضاً، وقد نقلتُ لهم التزام حاكم مصرف لبنان بتامين الدولار وفق السِعر الرسمي واعطيتهُم اسم الشخص المعني للمتابعة معه في مصرف لبنان، لكنّ إصرار اصحاب الافران على الاضراب لا يُمكن فهمُه الا تحت خانة الابتزاز، وقد كانوا واضحين في اللقاء الاخير معي بطلب تخفيض ربطة الخبز مئة غرام مع الإبقاء على السعر المحدَّد، وهو ما رفضته ومتمسّك برفضه لانه غير مُبرّر ابداً ويُشكِّل ربحاً غير مشروع".
الى ذلك، يفترض أن يكون الأسبوع المقبل حاسماً على صعيد توافق مكونات الحكومة على موازنة إصلاحية متوازنة، تأخذ بالاعتبار متطلبات مؤتمر "سيدر" الذي يفرض على لبنان إجراءات تقشفية لا يمكن تجاهلها، لإخراج البلد من أزمته الاقتصادية وتحسين المستوى الاجتماعي، حيث يتوقع أن يعقد مجلس الوزراء، غداً جلسة لاستكمال البحث في موازنة 2020، بعدما تكون لجنة الإصلاحات الوزارية قد توافقت على البنود التي سيصار إلى تضمينها في مشروع الموازنة، بعدما تابعت اجتماعاتها في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة، وخَلصت الى الاعلان عن الاتفاق على مجموعة قرارات سيتخذها مجلس الوزراء، وسلّة من الإجراءات التي ستُحال إلى المجلس النيابي بموجب مشاريع قوانين أو مراسيم الى جانب الموازنة.
من جانب أخر، تنظم "منظمة الشباب التقدمي"،غداً، مسيرة سليمة، رفضاً لتقييد الحريات العامة وتأكيداً على الالتزام بالمطالب المعيشية المحقة للناس، بما يتناسب مع التاريخ النضالي للمنظمة وجماهير الحزب في هذا الاتجاه، كمحطة جديدة في إطار النضال لتعزيز الحريات العامة ولحماية لقمة العيش لكل أبناء الوطن.
من جانبها، أشارت وزيرة الداخلية ريا الحسن خلال افتتاحها مبنى جديد لقوى الامن الداخلي في صيدا، الى ان "المشروع يندرج ضمن تعزيز حضور الدولة واجهزتها الامنية في كل مناطق لبنان، لان الدولة وحدها التي تضمن للمواطن أمنه في الداخل، والتي تحمي لبنان من اطماع الخارج". وجددت الحسن "تطمين جميع الراغبين في زيارة لبنان، من أشقائنا العرب أو من غيرهم، الى أن السياحة في بلدِنا آمنة، فأهلًا وسهلاً بكلّ السيّاح في كل ربوع لبنان".
وفي موقف لافت، دعا النائب شامل روكز، في ذكرى الثالث عشر من اكتوبر، "جميع المواطنين ورفاق السلاح إلى النهوض في وجه من سلبهم حلمهم في عيش كريم ولائق، وإلى الانتفاض ضد تزوير إرادتهم، وإلى الاعتراض على كل من تسبب في انحطاط بلدهم"
في المقابل، انتقد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، عبر تويتر عمل الحكومة اللبنانية.
وقال:" بيتصرفوا كأن الحكومة اللبنانية هي شركة محدودة المسؤولية... وكل مكون من مكوناتها شريك مضارب بدو حصة بس مش مسؤول ... الربح لهم و الإفلاس للناس".
ورأى الوزير السابق أشرف ريفي أن "الإضطراب في الحكم والفشل في حل الأزمة الإقتصادية الذي يدفع ثمنه المواطنون من أعصابهم واستقرارهم، أزمات متنقلة لا تنتهي".
ولفت ريفي، عبر "تويتر" الى أن الطبقة السياسية حوّلت لبنان الى دولةٍ فاشلة، مؤكدًا أن إنقاذه "لن يكون على يد فاشلين".