الدولية
لبنان: الأكثرية تبحث تشكيل جبهة معارضة لمواجهة مشروع "حزب الله"
الأحد 22 مايو 2022
5
السياسة
بيروت ـ "خاص - السياسة":مع تخطي سعر صرف الدولار الأميركي الـ 32 ألفاً في السوق السوداء، وتحذير نقيب الأطباء في لبنان من أن الناس ستموت في بيوتها، بسبب تردي الأوضاع الصحية وتراجع أداء المستشفيات، نتيجة الأزمة الراهنة، بدا أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد على مختلف المستويات الاجتماعية والحياتية، في ظل تنديد واسع بـ "خطة التعافي" الاقتصادية التي أقرتها الحكومة في آخر جلسة لها، قبل أن تتحول إلى تصريف الأعمال . إلى ذلك، علمت "السياسة" من مصادر الأكثرية النيابية، أن اجتماعات تجري بين أقطابها، سعياً من أجل تشكيل جبهة معارضة واسعة، تقف في مواجهة مشروع "حزب الله" وحلفائه في ما يسمى "المحور السوري الإيراني".الأمر الذي بات يفرض قيام معارضة على مساحة الوطن بأكمله، من أجل التصدي لمشروع "حزب الله" الذي يتناقض مع مصلحة لبنان العربية والدولية. وكشفت المعلومات، أن هناك حركة اتصالات بين المكونات النيابية، السيادية والتغييرية، من أجل البدء بإنشاء هذه الجبهة التي ستضم في صفوفها أوسع شريحة نيابية ممكنة، من المؤمنين بلبنان، سيد، عربي ومستقل .وأشارت المعلومات، أن أمر الجبهة النيابية المعارضة، جرى بحثه في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" بالنائب المنتخب اللواء أشرف الريفي في معراب، قبل أيام قليلة، في حين يتوقع أن تتسع حركة المشاورات هذا الأسبوع.وفي الخصوص، رأى البطريرك بشارة الراعي، أن "قيمةَ القِوى الفائزةِ بالأكثريّةِ ليست بعددِ نوّابِها، بل بقُدرتِها على تشكيلِ كُتلٍ نيابيّةٍ متجانِسةٍ ومتَّحدةٍ ومتعدّدةِ الطوائف حولَ مبادئ السيادةِ والاستقلال والِحياد واللامركزيّة".وكشفت مصادر نيابية بارزة، أنه "يجري العمل على تكتل اكبر وجبهة تجمع الأقطاب تحت عناوين واضحة، يكون فيها انسجام بالمواقف لترجمة الأمانة التي منحنا إياها الشعب اللبناني لاحلال التوازن في المجلس، وعلى اساسها يتم اتخاذ المواقف في الأمور المصيرية".في حين، لا يزال يعيش "حزب الله" تداعيات الهزيمة التي لحقت به وبقوى الثامن من آذار في الانتخابات النيابية الأخيرة، سيما بعدما دلت النتائج على انخفاض أعداد الذين اقترعوا له داخل بيئته، عدا عن الخرقين اللافتين في دائرتي مرجعيون وحاصبيا، الأمر الذي حمل نائبي "المجتمع المدني" الياس جرادة وفراس حمدان على خرق لائحة "الثنائي الشيعي" في هذه المنطقة، على حساب رئيس "الحزب القومي السوري" أسعد حردان و"فتى المصارف" مروان خير الدين . وتشير المعلومات، إلى أنه ثبت لدى "الثنائي الشيعي"، من خلال الوقائع والأرقام، أن الجو الشيعي تغير، وأن المزاج الشعبي لم يعد كما كان في السنوات الأخيرة، بعد التقصير الفاضح في معالجة أمور الناس والاستجابة لمتطلباتها، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون. واستناداً إلى معلومات "السياسة"، فإن دعوات داخل الفريقين الشيعيين، إلى ضرورة إجراء مراجعة نقدية للمسار السياسي بكل جوانبه، تفادياً لهزائم جديدة، لأن الناس ضاقت ذرعاً بكل السياسات العشوائية في السنوات الماضية.وتشير المعلومات، إلى أن هناك أجواء قلق في بيئة "حزب الله" من تصاعد حضور قوى المجتمع المدني التي استطاعت أن تفرض رأيها، وتحقق إنجازات لافتة في الانتخابات النيابية الأخيرة. وهذا ما يثير مخاوف من أن يقوم مناصرو "الثنائي" بالتضييق على الحراك المدني، لمنعه من توسيع نشاطه السياسي، خشية استمالته المزيد من الاهتمام الشعبي في المناطق الشيعية تحديداً.وكشفت معلومات، أن "حزب الله"، يريد التعويض عن الخاسرين في الانتخابات، من خلال تحقيق بعض المكاسب السياسية لهم في المرحلة المقبلة، وهو أمر متوقع، قياساً إلى تجارب الحزب السابقة. وقد اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، أن "الشعب أثبت أنه لا يبيع شرفه ووطنه، ولا تغريه الرشاوى بالمال الحرام، ولا يخاف فائض القوة، وها هي جميع الإغراءات التي بذلت من أجل الحصول على أكثرية مغشوشة تضع القرار في يد إيران، تسقط أمام إرادة الشعب".