لبنان: التعطيل عنوان المرحلة والمعارضة تحمّل بري الشغور

بيروت ـ من عمر البردان:


تتزايد الخشية لدى فريق المعارضة من إطالة أمد الشغور الرئاسي، باعتبار أن هناك مؤشرات وفق معلومات "السياسة"، لا توحي بقرب حصول انفراج في هذا الملف، فيما حملت أوساط المعارضة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مسؤولية استمرار الشغور، لعدم تحديد جلسة انتخاب الرئيس، ما يشير بوضوح إلى أن التعطيل هو عنوان المرحلة، بسبب تمسك "الثنائي الشيعي" بمرشحه سليمان فرنجية.
وأكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه في قصر الإليزيه، البطريرك الراعي، دعمه الجهود التي يبذلها الراعي لإخراج لبنان من المأزق السياسي، مطالبًا كلّ القوى في البلد الغارق في الأزمات، بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بحسب ما نقلت الرئاسة الفرنسية. ولفت "الإليزيه" في بيان، إلى أنّ ماكرون والراعي عبّرا عن مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة التي يعاني منها لبنان وشلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر، مشيرا إلى ان ماكرون شدّد على ضرورة بقاء مسيحيّي لبنان في قلب التوازن الطائفي والمؤسّسي للدولة اللبنانية. وفي المقابل، اعربت النائبة ستريدا جعجع، عن استغرابها لتمنع رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن الدعوة لجلسة جدية لانتخاب رئيس للجمهورية، لافتة إلى أنّ بري كان يتلطى سابقًا خلف حجة أنه ليس هناك مرشح موحد للمعارضة، في حين أن هذه الحجة كانت واهية باعتبار أن المعارضة كانت داعمة لترشيح النائب ميشال معوض، ثم انتقل إلى حجة واهية أخرى وهي انتظار تفاهم التيار الوطني الحر مع المعارضة، أما اليوم وبعد إنجاز هذا التفاهم فلماذا لا يدعو الرئيس بري إلى جلسة؟".
إلى ذلك، وعلى وقع أجواء الارتياح التي خلفها تحرير المواطن السعودي مشاري المطيري من خاطفيه في البقاع، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، أن العلاقة مع السعودية ثابتة ولا يستطيع احد زعزعتها، لافتاً إلى أنَّ المتورط في اختطاف المطيري هو من آل جعفر وينشط في مختلف أنواع الجريمة.
وفي سياق متصل، دعت عشائر وعائلات بعلبك الهرمل الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى الضرب بيد من حديد وتقديم المختطفين للقضاء ومحاكمتهم لأنهم يسيئون إلى التاريخ المشرف لمنطقتهم، ويساهمون في زيادة الحرمان من خلال توجيه رؤوس الأموال للعمل خارج منطقة بعلبك - الهرمل، ومؤكدين على أن هذه جريمة موصوفة في حق مستقبل أبنائهم ولن يتم السكوت، عن أي تقاعس في ملاحقة هؤلاء المندسين والمخربين للأمن الاجتماعي والاقتصادي في محافظة بعلبك الهرمل.
على صعيد آخر، وفي حين أكدت مراجع عليمة، أن أسباباً أمنية تقف خلف القرار الإماراتي الخاصة بتعديل شروت منح التأشيرات للبنانيين، كشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، أنَّ لبنان لم يتلق أي معلومة رسمية في هذا الشأن، مشيرا إلى أنَّ سفير لبنان في الامارات لم يتبلغ بهكذا قرار من اي جهة رسمية.
قضائياً، وفي حين تسبب ملف حاكم المركزي رياض سلامة بخلافات داخل حكومة تصريف الأعمال، وتغيب شقيقه رجا سلامة عن جلسة التحقيق في فرنسا التي حدّدها قاضي التحقيق الفرنسي، مثل حاكم المركزي، أمس، أمام المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان، حيث استمع إليه بشأن مذكرة التوقيف الألمانية، والاتهامات الموجّهة له من القضاء الألماني .
ورأى المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان أن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي يناور لعدم تعيين محامين في الخارج لمعاونة هيئة القضايا في وزارة العدل في لبنان على استعادة بلاده الأموال المصادرة في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأكبر دليل على ذلك التصريح الذي أدلى به وزير العدل اللبناني هنري خوري وهو الجهة الأساسية المعنية بالملف.