جعجع: المخاض عسير لكنه سيؤدي لولادة جديدة والفاسدون وضعونا أمام واقع "يا السلفة يا العتمة"بيروت ـ "السياسة": يحاول العهد الذي يدرك أن سياسته مع حليفه "حزب الله" أوصلت البلد إلى الطريق المسدود، فتح الخطوط مجدداً مع المملكة العربية السعودية ومن خلالها مع الدول الخليجية، سعياً منها لإنقاذ لبنان من مأزقه الذي يهدد بانهياره، وتالياً العمل على التوسط لدى الرياض للضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري، للسير بطروحات رئيس الجمهورية ميشال عون في توسيع الحكومة، وهو ما جرت مناقشته في لقاء قيل أنه عقد بين مستشار عون الوزير السابق سليم جريصاتي، والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وبين السفير اللبناني في باريس رامي عدوان والسفير السعودي لدى فرنسا.والسؤال الذي يطرح، ما هو موقف السعودية من محاولات العهد إعادة فتح الخطوط معها؟ وهل يمكن أن تتدخل في موضوع تشكيل الحكومة؟وترد أوساط ديبلوماسية بالتأكيد لـ "السياسة"، أن "موقف المملكة العربية السعودية واضح وهو دعم الشعب اللبناني، لإخراج بلده من الوضع المزري الذي يمر به، في ظل وجود استياء سعودي غير مخفي من أداء الطبقة السياسية الحاكمة، بعدما تحول لبنان إلى منصة للتهجم على المملكة وقيادتها، وهذا أمر بالغ الخطورة لا يمكن التساهل حياله"، مشيرة إلى أن "القيادة السعودية التي أعربت في كل مناسبة عن وقوفها إلى جانب اللبنانيين، لم تلمس تغييراً في أداء السلطة الحاكمة، وبالتالي فإنها ما زالت تنتظر ترجمة لهذا التغيير، من أجل الاستجابة له".وتشدد الأوساط الديبلوماسية، على أن "الرياض لن تتدخل في عملية تأليف الحكومة اللبنانية، لأنه شأن سيادي داخلي لا يعنيها، في موازاة حرصها على أهمية تأليف الحكومة في أسرع وقت، لإنقاذ لبنان من أزماته التي تتهدده بعواقب وخيمة"، لافتة إلى أن "الإصلاحات أمر أساسي وحتمي يتقدم جدول أعمال أي حكومة مقبلة، لأن المجتمع الدولي لن يبادر إلى مساعدة لبنان إلا من خلال حكومة موثوقة وقادرة على إنجاز هذه الإصلاحات".وسط هذه الأجواء، ومع اشتداد وتيرة التحركات الشعبية، تخوف مسؤولون أمنيون من تظاهرة، اليوم، باتجاه القصر الجمهوري، والتي دعت إليها الثورة كونها ستكون حاشدة وتحت عنوان "يوم الغضب إلى القصر الجمهوري"، وسط مخاوف من اقتحام القصر، لأن مواجهتها في السابق كانت في تظاهرة مواجهة، وأدت إلى مواجهات قاسية... أما الخطر الأكبر فيتمثل في انتقال هذه المواجهات إلى مواقع أخرى.وذكر أن قيادة الجيش اللبناني طلبت من عناصر أفواج المغاوير والتدخل من الأول حتى الخامس المأذونين الالتحاق بمراكزهم فورا.
وتم التداول بوثيقة اتصال صادرة عن المديرية العامة للأمن العام تتضمن معلومات عن "احتمال تصعيد كبير في الشارع من الممكن أن يتطور". وأضافت المعلومات: أن "الأمور ذاهبة نحو فوضى وتخريب وأعمال نهب وسرقة وتصفية حسابات بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي، تنفيذا لأجندات سياسية"، في وقت قال النائب القريب من "حزب الله" جميل السيد "قربنا من لعبة الدم متل أيام زمان"، معتبرا أن "الطرقات المقطوعة مناطقية وطائفية"، متمنيا على الشعب عدم الانجرار بلعبة الدم التي يجرها إليه الحكام".وفيما تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء للمرة الأولى الـ 15000 ليرة، أكد الصراف إياد سلوم، أن "أحد الأشخاص من التابعية السورية والذي يتنقل بين تركيا وإدلب يدير المنصات التي تتلاعب بسعر صرف الدولار".وفي ظل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، دعا نائب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز المستقيل علي إبراهيم، "المواطنين إلى التنبه لهذا الواقع الصعب والخطير والذي ينذر بعواقب كبيرة على مختلف الصعد لعدم وجود من يتحمل المسؤولية لمعالجة هذا الواقع، لأننا إذا استمررنا على هذه الوتيرة لا بد في النهاية الا ان نصل إلى التوقف القسري إلى حين استقرار سعر صرف الدولار الاميركي الذي هو أساس البلاء الذي نمر فيه".إلى ذلك، وجه "المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى" تحية تقدير وإكبار إلى الجيش اللبناني، قيادة وضباطاً وافراداً، للجهود المضنية والتضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش من أجل المحافظة على أمن المواطنين وتمكينهم من التعبير عن آرائهم، وحماية التظاهرات في ظل غياب الدولة ومؤسساتها عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها"، مثمنا دور قائد الجيش العماد جوزيف عون في حرصه على حرية التعبير التي يصونها الدستور، وعدم استعمال العنف أو القمع ضد المتظاهرين".وشدد المجلس لدى اجتماعه في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على "مسؤولية القيادات السياسية بوضع حد للفوضى والضياع التي تسود البلاد نتيجة عدم تشكيل حكومة وإيصال البلاد إلى حالة الانهيار الكامل، والإمعان في التخلي عن مسؤولياتهم وواجباتهم، دون وازع من وطنية أو ضمير إنساني".وأعلن أنه "لن يسكت عن ما يجري في البلاد من فقر وقهر وظلم واستهتار وتخل عن المسؤولية وتهديد للمصير ولحياة اللبنانيين، ولا عن دور دار الفتوى المرجعي والوطني والجامع والتاريخي".من جانبه، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أنّ "الأوضاع تزداد سوء ونواجه أزمات أكبر يوماً بعد يوم، وكل هذه الأمور تعقد الحياة أكثر لكن كل هذا مؤشر إلى نهاية عهد وبداية عهد جديد ونهاية حقبة وبداية حقبة جديدة".وقال جعجع، إن "المخاض الذي نمرّ به عسير جداً، لكن لا بد أن يؤدي إلى ولادة جديدة".وعلق رئيس "القوّات"، على موضوع سلفة الكهرباء، بالقول: "الأمر يدعو للثورة الفعلية، إذ وضعونا أمام واقع "يا السلفة يا العتمة"، هذا القطاع في لبنان يغرق بسوء الإدارة والفساد".