الجمعة 16 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: "الثنائي الشيعي" يُروِّج لنغمة "لمّ الشمل" متذرعاً بتطورات المنطقة

Time
الخميس 09 يناير 2020
View
5
السياسة
مروان حمادة لـ"السياسة": العهد ينحرف بلبنان
إلى موقع لا يشبهه+

بري للحريري: "مش بطيبك بتصرف الأعمال... الدستور يفرض ذلك"

الراعي لوفد "حزب الله"
في بكركي: البيت يتهدم
ونحن نتفرج عليه

"الوفاء للمقاومة" للأميركيين: اخرجوا
من منطقتنا قبل أن نخرجكم



بيروت ـ"السياسة":

تزداد صورة المشهد اللبناني قتامة، مع تعثر محاولات تشكيل الحكومة التي لا يبدو أنها سترى النور في وقت قريب، بعد تقلب مزاج "الثنائي الشيعي" الذي نفض يديه من حكومة الاختصاصيين، مستعيداً نغمة حكومة "لمّ الشمل"، في إشارة واضحة إلى أنه لن يقبل بعد الآن إلا بحكومة سياسية، متذرعاً بتطورات المنطقة المستجدة بعد تصفية الأميركيين للقائد الإيراني البارز الجنرال قاسم سليماني، ما جعل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب بالغة الصعوبة، على وقع تصاعد تهديدات أذرع إيران للوجود الأميركي في المنطقة، ما دفع واشنطن إلى تأمين حماية خاصة لسفارتها في لبنان، عبر وحدات خاصة من "المارينز"، يرجح وصولهم بيروت في الأيام القليلة المقبلة.
من جانبه، اعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة، أن "الأمور لم تخرج من الطريق المسدود من وقت طويل، لأن العقلية السائدة والسياسة المتبعة من هذا العهد منذ أن تولى شؤون البلاد لثلاث سنوات مضت، تنحرف بالبلد في السياسة والاقتصاد وإدارة الأمور إلى موقع لا يشبه لبنان. فلا هو لبنان الجمهورية الثانية ولا لبنان الميثاق الوطني، ولا لبنان اتفاق الطائف، ولا لبنان الجديد المرتجى من قبل الحراك الوطني".
وقال حمادة لـ"السياسة": "نحن في هذه الحالة من الضياع، لا أزال أقول أنه في ظل هذه العقلية السائدة في قمة السلطة، وانحياز لبنان إلى محور إقليمي، خارجاً بذلك عن النأي بالنفس والتموضع المعتدل إقليمياً ودولياً، سنبقى في الأزمة مع كل تداعياتها التي نشهدها"، مشدداً على أن "حل الأزمة أكبر من تشكيل حكومة سياسية أو تكنو سياسية أو اختصاصيين وتكنو قراط، ولا بد أن يكون حلاً جذرياً، وهو ما أنادي به منذ فترة، ويطول كل مستويات الحكم".
وفي سياق مختلف، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "لا يسلّم الاسماء الا عند طباعة مراسيم الحكومة".
وقال: "مش بطيبو" للرئيس سعد الحريري ان يصرّف الاعمال انما الامر يفرضه الدستور". ورأى، أن "الوضع في المنطقة غير جيد والوضع في لبنان يتدحرج".
وكشف بري، أن "تشكيل الحكومة يحصل فيه تعقيدات وطُرحت خلال هذا الاسبوع حكومة سياسية وليس أنا من اقترحها فأنا مع حكومة تكنو- سياسيّة".
وشدد، على أنه "غير صحيح انني لا أريد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب"، مضيفا: "أتمنّى له التوفيق، وساعدت ولكن هناك حدود لهذا الامر".
واعتبر برّي، أن "هناك حملة من الحراك وصولا الى بعض السياسيّين"، وسأل: "لماذا نعدم الناس بالفساد؟ هذا أمر غير مقبول".
وفي موقف تصعيدي ضد الولايات المتحدة، رأت كتلة "الوفاء للمقاومة"، أن "الادارة الاميركية التي يمثلها الرئيس دونالد ترامب بلغت من الغطرسة والغرور ما يجلعها تعتقد أن من حقها الطبيعي فرض قناعاتها على العالم".
وأكدت، أن "خروج الايرانيين والعراقيين الى الشوارع للمشاركة في تشييع سليماني والمهندس يدل على الرسالة التي أراد الشعبان تبليغها لترامب ومفادها أن لا مكان للوجود العسكري في منطقتنا فاخرجوا منها قبل أن نخرجكم على طريقتنا".
وأشارت الكتلة، إلى أن "شعبنا في لبنان لا يزال مستهدفاً بأمنه واستقراره وثرواته الواعدة من السياسات الاميركية الظالمة لذلك من الطبيعي ان يكون معنياً بالتخلص من سياسات الهيمنة والعدوان"، مشددة على أن "المستجدات الأخيرة تفرض تشكيل حكومة تولي عنايتها لتصحيح الاوضاع المالية والنقدية وتعيد الانتظام لعمل المؤسسات ومعالجة الازمات المتراكمة".
وكان وفد من "حزب الله"، برئاسة رئيس المجلس السياسي ابراهيم أمين السيد، زار، أمس، بكركي والتقى البطريرك بشارة الراعي الذي أكد للوفد، أن "لا احد بخير في هذه الايام"، لافتًا الى أن "البيت للأسف يتهدم ونحن نتفرج عليه".
وبعد اللقاء، قال السيد، "الحديث مع البطريرك تمحور حول الملف الداخلي وضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، لأن الوضع في لبنان يتطلب مبادرات وتقديم كل ما أمكن من جانب المسؤولين لتشكيل الحكومة". واضاف: "ما نعرفه من الجميع ان كل الاطراف الموجودة في لبنان بدءاً من الرئيس المكلف حسان دياب والقوى السياسية الاخرى، الكل حريص على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن والكل يبذل جهداً على هذا الصعيد".
وأكد أن "الحزب مع اي حكومة تتشكل بسرعة ويتوافق عليها الجميع، المهم عندنا هو تشكيل الحكومة وان تقوم هذه الاخيرة بواجباتها، وموضوع تغيير الأسماء لاعتبارات سياسية لم يُطرح علينا مطلقًا".
وأشار رئيس المجلس السياسي في الحزب، الى ان "لا احد لديه توجه ان تكون حكومة مواجهة"، سائلاً: "كيف تكون إنقاذية ومواجهة في الوقت نفسه؟".
وختم: "كما قال الرئيس نبيه برّي، يجب ان تكون حكومة يشارك بها الجميع، والمطلوب ان يشارك بها الجميع لأن مسؤولية إنقاذ البلد هي للجميع".
في المقابل، كتب النائب جميل السيّد، عبر "تويتر"، "التوتّر الإقليمي يستلزم حكومة لَمّ الشَمْل!، لَمّْ الشَمْل يعني جَمْع من تفرّقوا، أي جمْع كل القوى السياسية المتناحرة فيما بينها! لكن، لمّا لمّوا شملهم بالحكومة السابقة قبّروا بعضهم وخربوا البلد، والأعمى يرى أن عودة هذه الصيغة ستشعل البلد، والناس ستحرق الأخضر واليابس هذه المرّة".
ومن البطريركية المارونية، اعتبر النائب فريد هيكل الخازن، أنّ "البلد وصل إلى مرحلة يرثى لها ولا بد من التشاور مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبحث في كيفية حلّ الموضوع".
وكشف، أن "البطريرك مستاء من التأخير في تشكيل الحكومة ومراسيم إصدار الحكومة غير واردة في المدى المنظور، وهذا ما سيؤدي إلى المزيد من الخراب والدمار".
واعتبر الخازن، أنّ "عملية الإنقاذ لا بد أن تبدأ في تشكيل الحكومة".
ورأى، أنّ "الجشع وتقاسم الحصص هو من يعطّل تشكيل الحكومة"، داعيًا "كل القوى السياسية الى تجاوز الخلافات ووضع مصلحة لبنان العليا فوق كل المصالح الأخرى".
وحثّ الخازن، "الرئيس المكلَّف تشكيل الحكومة حسان دياب ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الإسراع في تشكيل حكومة إختصاصيين مستقلين تحظى بالثقة".
من جهته، أكد حزب "الكتائب" رفضه، "زج لبنان في صراعات محاور تضرب خصوصية لبنان وتميز دوره".
وطالب كل "المسؤولين بالانتباه الشديد لدى مقاربة الأحداث المتسارعة، والامتناع عن تأييد من هنا وشجب من هناك فلا الأول ينفع ولا الثاني يفيد، بل وحده الحياد يحمي لبنان".
وحذّر "الكتائب" من "استمرار عملية التقاسم الحكومي بوجوه أصيلة أو مستعارة، فمن أوصل البلاد إلى أزماتها لا يمكن أن يؤتمن على إنقاذها. فأفرقاء السلطة هم المشكلة والحل يبدأ بتنحيهم عن ممارسة أي دور تنفيذي قبل انتخابات نيابية مبكرة تعيد بناء السلطة من جديد"، داعياً الى "التصويت على إقتراح قانون تقصير ولاية مجلس النواب المقدم من كتلة نواب الكتائب".
ودعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، المسؤولين "الى إيجاد حل عاجل وإنقاذي للوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي الذي وصل اليه الوطن والمواطن".
وأكد أمام زواره "ان الساحة اللبنانية اليوم تعيش حالة دقيقة وصعبة للغاية وتحتاج الى عناية فائقة في معالجة الأزمة التي يمر بها لبنان واتخاذ قرارات جريئة وحاسمة لمصلحة لبنان".
وفي الإطار، رأى الرئيس نجيب ميقاتي، على "تويتر"، أن "كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة يتسبب بأضرار للاقتصاد وللمالية وللمجتمع برمته، والذهنية المستحكمة في تأليف الحكومة تشبه ذهنيات ما قبل الانتفاضة الشعبية وما قبل الازمة المالية والاقتصادية الخانقة، ما يؤشر الى فقدان افق الحلول والرؤية لدى مَنْ يشكل هذه الحكومة".


محامي كارلوس غصن كارلوس أبو جودة وهو يغادر قصر العدل في بيروت (أب)
آخر الأخبار