السبت 12 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

لبنان: الراعي ينتقد نواب "الطاعة العمياء" ويُحذّر من هدم القضاء

Time
الأحد 05 فبراير 2023
View
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:

في خضم المأساة التي ترخي بثقلها على كاهل الشعب اللبناني، رأى البطريرك بشارة الراعي، أنّ "الحالة التي وصل إليها اللبنانيين هي نتيجة أداء السّياسيّين الممعنين في خيانة الشّعب، الّذي ائتمنهم على مؤسّسات الدّولة، ليحكموا له بالحقّ والعدل ويأمّنوا الخير العام".
وفي عظة، أمس، في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي شدّد الراعي ، على أن "نوّاب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم، يُحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويفضلون الانهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوى لبنان الحية على الهجرة"، سائلًا: "أليست هذه خيانة عظمى، بل جرمًا عظيمًا بحق الشعب اللبناني والدولة"؟
وتابع: "كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير والمقهور، وأن يصمّوا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الاستشفاء"؟
كما شدد على أن "القضاء هو العمود الفقري للدولة، الذي يُهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخّلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم".
وفي رد على كلام الراعي، رفض عضو تكتل "الجمهورية القويّة" النائب غياث يزبك تعميم الأمر على جميع النواب ،قائلا إن التعميم يعد تجهيل للفاعل الحقيقي وتشجيع للمخالف على ارتكاب المزيد.
بدوره تسأل المطران الياس عودة، عن الهدف من تقاعس المجلس النيابي، المؤتمن على تطبيق الدستور وانتخاب رئيس؟ قائلا: هل يخدم الفراغ أحد، وما هي مصلحة المعطلين؟. داعيا إلى ضرورة إنهاء الصراع بين من يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومن يفسر الدستور بحسب مصلحته الشخصية. وشدد على أن الواقع المرير الذي يعيشه لبنان سببه الكبرياء والأنانية، أما المحرك فهي الارتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والانقسامات الطائفية".
في المقابل، قال المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، إن "لبنان لا يتحمل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها، مشيرا إلى ان معادلة صيف العام 1982 التي انتجت رئيسا ورئيسين قد تغيّرت، ولا تسمح اليوم بإملاء وفرض رئيس للجمهورية من دول إقليمية أو دولية"، معتبراً أن "الحل الوحيد المتاح هو الإسراع ببدء الحوار للوصول إلى توافق لبناني- لبناني.
وفي ظل تصاعد الاحتقان السياسي القضائي، وعلى وقع اتساع نطاق الانهيارات الحياتية والاجتماعية، يعقد مجلس الوزراء جلسة له، اليوم، للبحث في عدد من البنود الملحة، وأبرزها الملف التربوي في ظل التردي الكبير لهذا القطاع والحاجات الضرورية المتعلقة بمطالب المعلمين وتمكين الجامعة اللبنانية من الاستمرار واداء دورها. كذلك سيبحث المجلس الوضع المتردي للقطاع الصحي، لا سيما سبل استمرار دعم ادوية السرطان والامراض المستعصية، ومعالجة مشاكل المستشفيات والاستشفاء.
وفي وقت اتجهت الانظار إلى اجتماع باريس الخماسي بشأن لبنان، فإن أوساطاً دبلوماسية خليجية، أكدت لـ"السياسة"، أن"هذا الاجتماع لن يخرج بنتائج حاسمة بشأن الاستحقاق الرئاسي، مشددة على الأمر بيد اللبنانيين وحدهم، وهم مسؤولون عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبانتظار التطورات المتوقعة من الملف القضائي المتصل بقضية "المرفأ"، فإنّ المحظور الأكبر الذي يمثل بقوة منذرا بتداعيات خطيرة تخرج عن المالوف هو أن يقدم المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات على مغامرة إصدار مذكرة توقيف في حق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الذي يتجه لإصدار مذكرات توقيف بحق كل من يرفض المثول أمامه في القضية، وهو ما تحذر منه جهات قضائية وقانونية وسياسية باعتبارها ستكون ذروة الانقلاب على التحقيق والمحقق ولا أحد يدري إلى أين ستودي بحالة الاحتقان السائدة.
بدورها اعتبرت جمعيّة أهالي الضحايا، في بيان لها، أنّ قضية المرفأ فضحت من جديد التدخلاتِ السياسيّة والخارجيّة في القضاء، والذي باتَ يهدّد كيان العدالة ويطعن في كرامة كل قاضٍ نزيه، ودعت، من لا يريد التصرّف كقاض إلى الاستقالة.
آخر الأخبار