الدولية
لبنان: الشغور الرئاسي مستمر وسط دعوات للحوار لتجاوز المأزق
الأربعاء 04 يناير 2023
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:مع وصول جميع الأطراف إلى الحائط المسدود في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، وفي ظل غياب المبادرات الخارجية بالرغم من كثرة الحديث عنها، كشفت مصادر موثوقة لـ"السياسة"، أن العودة إلى الحوار الداخلي باتت الملاذ الوحيد للمكونات السياسية، للخروج من هذا المأزق المستعصي، من خلال لقاءات جانبية بين القوى السياسية، أو عبر الدعوة إلى طاولة حوارية مخصصة لهذا الملف، بدعوة متجددة من رئيس البرلمان نبيه بري الذي لا زال على موقفه بأن تعبيد الطريق أمام انتخاب الرئيس الجديد، لا يكون إلا بالحوار، ومن المستحيل أن يتم فرضه من قبل أي طرف على الاخر.وكشفت المصادر أن بري يتريث في تحديد موعد للجلسة الـ 11 لانتخاب الرئيس العتيد، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات التي تجري خلف الكواليس، حيث من المتوقع أن يعلن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عن مبادرة رئاسية، أساسها العمل على تبني مرشحا مستقل، سعياً منه لإبعاد قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، مشيرة إلى أن مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأخيرة من الاستحقاق الرئاسي، عززت من فرص العودة إلى الحوار مجدداً، وهو ما شدد عليه وفد "حزب الله" الذي زار بكركي قبل أيام قليلة .وأشارت معلومات "السياسة"، أن "حزب الله" مستعد للتخلي عن مرشحه المضمر فرنجية، لصالح مرشح آخر، إذا وجد أنه يحظى بشبه إجماع داخلي، وتحديداً من جانب حليفه "العوني"، سيما وأنه يدرك أن هناك صعوبات لا يستهان بها، تحول دون إيصال رئيس "المردة" إلى قصر بعبدا.في هذا السياق، أشارت النائب ستريدا جعجع إلى أن "هناك مجموعة كانت في السلطة البارحة، وتحاول بكل الوسائل أن تعود إلى السلطة غداً، أما اليوم فهذه المجموعة لا مشكلة لديها لو استمر البلد في الفراغ إلى أبد الآبدين ومات الشعب اللبناني بأسره، إما جوعاً، أو حرقاً، أو غرقاً، أو على أبواب المستشفيات أو الأفران أو محطات البنزين، فبالنسبة لهم كل هذه المآسي غير مهمّة لأن المهم فقط هو ألا يصل غيرهم إلى سدّة المسؤوليّة".وأضافت، أن هذه المجموعة ترفض أي تغيير، ولا تعترف بالأزمة المستفحلة في البلاد، وجل ما يهمهم أن يبحثوا عن كيفيّة الحصول على المكاسب، بالرغم مطالبت الشعب لهم الرحيل، لكنهم آثروا صمّ آذانهم عن مطالب الناس وإغماض عيونهم عن ذل وقهر وعذابات الشعب التي سببوها له. إلى ذلك، يتّجه المجلس الدستوري، اليوم، للبت في الطعن المقدم بموازنة 2022 من نواب التغيير ، بعد أن يكون قد استكمل دراسة كافة المواد المطعون بها.بدوره اعتبر المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن لبنان يعيش وسط وسط دوامة الشغور المميت، مشيرا إلى أن الشراكة الوطنية تعني شراكة إنقاذ وتلاق، وأن مؤسسة الدولة ضرورة وطنية عليا، ولا دولة بلا موازنة.ولفت إلى ان أي طعن في الموازنة أو بعض موادها يعني تطيير البلد، الذي يمر بأسوأ الظروف، وأضاف "المطلوب الإنتقام من أجل لبنان لا من لبنان، والبطولة الوطنية لا تكون بنسف مالية الدولة وتطيير البلد".في غضون ذلك شدد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدغار طرابلسي، أن وزراء ونواب التيار الوطني الحر مستعدون للتحقيق الجنائي في وزارة الطاقة. وقال إن مبادرة النائب باسيل الرئاسية قد أحرزت تقدّما ومن جهة "التيار" سوف يتم إعلان بعض أسماء المرشحين.