لبنان: المخاوف ترتفع من تصعيد "حزب الله" ضد "يونيفيل" إذا عدّلت مهامها

الراعي وعودة يدعوان لجلسات انتخابية متتالية لاختيار الرئيس.. وقبلان يحذر من المساس بالسيادة

بيروت ـ من عمر البردان

مع استمرار "حزب الله" في الضغط على حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لرفض التوجه الدولي لتعديل مهام قوات الطوارئ الدولية "يونيفيل" العاملة في الجنوب قبل الموافقة على تمديد مهمتها لستة أشهر إضافية، فإن الخشية تزداد على عمل هذه القوات في المرحلة المقبلة، في حال تمت الموافقة الدولية على تعديل مهامها تحت البند السابع، وهو أمر يقف "حزب الله" وحلفاؤه ضده بقوة، كونه يعطي "يونيفيل" حرية أكبر في الحركة دون مرافقة الجيش اللبناني وبما يجعل تحركات الحزب تحت مراقبة القوات الدولية.
وفيما ينتظر أن يتطرق الأمين العام للحزب حسن نصرالله، الى رفض لبنان قرار التجديد لليونيفيل في مجلس الأمن، كونه يمسّ بالدرجة الأولى بسلاح حزبه، في كلمة له مساء اليوم، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، فيما بدا موقفاً تهديدياً، أن التعديلات المطروحة دوليا لتعديل مهمة القوات الدولية وقواعد حركتها في منطقة انتشارها مرفوضة رسميا وشعبيا، قائلا: إذا أرادت هذه القوات أن تحافظ أو تبني علاقة طيبة ومستقرة مع المجتمع في منطقة عملها، فعليها أن تحرص على التنسيق مع الدولة وأجهزتها وخاصة الجيش وأن تتحرك بالتلازم معه".
وفي موقف تصعيدي، قال المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، إنه لا مكان لأي نوع من القوات الدولية على حساب السيادة اللبنانية، مشيرا إلى ان جنوب نهر الليطاني ليس قطعة أرض للإيجار، بل رمز لأكبر ملحمة سيادية بالعالم، والأهالي بالجنوب اللبناني يعرفون جيداً مصالحهم، ولا يهمّهم ما تقرره توابل واشنطن بمجلس الأمن، والتهديد بالفصل السابع لغة خشبية انتهت صلاحيتها".
على صعيد آخر، أقام حزب الله معرضا عسكريا في مدينة بعلبك شرق لبنان، بمناسبة الذكرى السادسة لتحرير الجرود الشرقية، حيث قدمت صواريخ الدفاع الجوي "سام-6". وتغطي مساحة المعلم 10452 متراً مربعاً، تحاكي مساحة لبنان، وكل آليات ومدرعات المعرض التي يبلغ عددها حوالي 50 آلية هي من الغنائم التي حصدها حزب الله منذ العام 1982 تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، مروراً بالتحرير الأول جنوب لبنان عام 2000.
وفي عظته، سأل البطريرك بشارة الراعي، "في زمن الاسئلة نسأل نحن لماذا يحرم لبنان من انتخاب رئيس؟" وأضاف، "لماذا ينتهك الميثاق الذي ينص ان يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا ورئيس الحكومة مسلما سنيا ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا؟" وأكّد الراعي التمسّك بالثوابت الوطنية اي المؤسسات الدستورية كلها، ميثاق العيش المشترك بالمساواة وسيادة لبنان على كامل اراضيه.
بدوره، سأل المطران الياس عودة، "من ملأوا خزاناتهم من خيرات البلد وأموال الشعب، ألا يخشون حكم ربهم؟ ألا يخافون من عاقبة ما جنت أيديهم؟ أليس عليهم أن يتوبوا، وأن يتنحوا تاركين المجال لمن يستطيع عملا أفضل؟". وأضاف، "ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور، يكون قائدا وقدوة؟ وهل يحتمل البلد الاستمرار في الحالة الحاضرة طويلا؟ وهل اعتاد الجميع على عدم وجود رئيس؟ أسئلة أطرحها على من بيدهم القرار علهم يصغون، وعلهم يدركون أن انتخاب رئيس هو الخطوة الأولى الضرورية في مسيرة إنقاذ البلد وتسيير إداراته".
إلى ذلك، تتّجه الهيئة الاتّهامية في بيروت، غداً ، إلى إصدار مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بجرم الفساد المالي والاختلاس والتزوير وتبييض الأموال. وكشفت رئيسة الهيئة القاضية هيلانة إسكندر، أن جلسة الثلاثاء مصيرية، ولا خيارات أمام سلامة سوى الحضور، بعد ان تم تبليغه بموعد الجلسة وفق الأصول القانونية، موضحة أنه في حال حضر الجلسة ستُصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه، وفي حال تغيّب، فإن مذكرة التوقيف الغيابية تنتظره وستعمّم على مختلف الأجهزة الأمنية. وفي سياق غير بعيد، اعتبر النائب ابراهيم كنعان ان التدقيق الجنائي في مصرف لبنان على أهميته لا يشكل حلا وحده، لأنه جاء في الأساس مجتزءاً، ودعا الى استكماله بتقديم كل المعلومات والمستندات، لافتاً الى ان التدقيق البنيوي يجب ان يحصل في وزارة المال والمصارف.