لبنان: المودعون يُصعّدون ويضرمون النيران في محيط منزل ميقاتي

بيروت ـ من عمر البردان:

في سياق الاحتجاجات المطلبية، شهد لبنان أمس يوم غضب جديد، نفذه عدد من المودعين على المصارف، بدأ بتحركات راجلة من محيط مجلس النواب ثم التوجه إلى بنك عودة في باب أدريس وسط العاصمة بيروت، حيث أقدم الغاضبون على إحراق المدخل الرئيسي للمصرف وتحطيم ماكينات الصراف الآلي، ليتوجهوا بعد ذلك إلى منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي محاولين اقتحام الشريط الشائك، إلا أن القوى الأمنية وقوات الجيش ومكافحة الشغب تصدت لهم وتمكنت من إفشال هذه المحاولة، وقد عمد عدد منهم إلى إضرام النار حول السياج وحاولوا قطعه للوصول إلى منزل ميقاتي.
وأطلق المحتجون هتافات بوجه المصارف، والسلطتين التشريعية والتنفيذية، مطالبين باستعادة أموالهم، متوعّدين بتصعيد تحرّكاتهم التي لاتزال حتى اللحظة "غير عنفية" وفق تعبيرهم، وذلك بعدما مرّ أكثر من ثلاث سنوات من دون أي حلول للأزمة.
وفي الوقت الذي مازال "الثنائي الشيعي" مصراً على ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإن ما تسرب من معلومات وفق "السياسة"، يشير إلى أن هذا الفريق قد أبلغ وسطاء بالملف الرئاسي، أنه غير مستعد لتبني أي اسم غير فرنجية، وأنه ملتزم به حتى النهاية، بصرف النظر عن المدى الزمني للشغور الرئاسي القائم.
وكشفت المعلومات، أن عودة سورية للجامعة العربية، ربما تدفع "حزب الله" إلى التشدد فيما يتصل بورقة فرنجية الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالرئيس بشار الأسد، في ظل تزايد المخاوف من عودة سورية عبر حلفائها إلى الإمساك بالملف اللبناني، إذا ما تم انتخاب فرنجية.
في الاثناء أكد السفير السعودي وليد بخاري، عقب زيارته تكتل "الاعتدال الوطني"، على الموقف الحيادي للمملكة العربية السعودية وضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق.
وفي إطار المشاورات الرئاسية، أوضح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، من عين التينة، أنّ مبادرته هي على مراحل عدّة، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى تنتهي اليوم، والتقييم يحصل بعدها.
ولفت بو صعب إلى أن الهدف من مبادرته تحريك الركود الحاصل في الاستحقاق الرئاسي، في ظل الاستقرار الإقليمي، ومن الممكن أن ينتج عنها الخلاص. وكشف بو صعب أنّه لمس من رئيس مجلس النواب نبيه برّي تمسّكه بموقفه، وقال: "بعد رفض الحوار نحاول إيجاد طريقة للذهاب باتجاه جديد لجمع الأفرقاء"
كذلك، زار بو صعب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، مؤكداً بعد الزيارة، ضرورة التوافق لتنظيم المرحلة المقبلة والعمل على جمع القواسم المشتركة ومد الجسور ، وتابع: "لا حلّ معلّباً سيأتي من الخارج.
بدوره دعا رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي الى الاستفادة من التغيرات التي تشهدها المنطقة، وجمع كل الاصوات التي وصفها بالسيادية لمواجهة عدم تعطيل نصاب الجلسات وانتخاب الرئيس.
وعلم أن الاجتماع الوزاري التشاوري، أول أمس، قد يؤشر إلى مرحلة جديدة من التعاطي الرسمي مع ملف النزوح، بانتظار ما سينتج عن القمة العربية وكيفية تعاطي المجتمع العربي مع هذا الموضوع، وسط توقعات أن يكون هناك توجّه لدى مجلس الوزراء لإرسال وفد إلى دمشق للتباحث في هذه الملف.
وقد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال الاجتماع، رفضه التام لمسألة التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مبديًا بشكل واضح أنّه لن يرشّح أي شخصية لهذا المنصب ولكنه سيحتفظ لنفسه بحق الفيتو .