لبنان: الموفد القطري لمس معارضة مسيحية واسعة لانتخاب فرنجية

بيروت ـ من عمر البردان:

يسود الترقب المرحلة المقبلة، بانتظار معرفة المسار الذي سيسلكه الملف الرئاسي، في ضوء الاجتماع الخماسي الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض بعد عطلة عيد الفطر،في حين كشفت المعلومات التي توافرت لـ"السياسة"، أن الوفد القطري وخلال جولته الاستطلاعية في لبنان لمس معارضة مسيحية واسعة، سياسية وروحية لانتخاب فرنجية، لأسباب عديدة يأتي في مقدمها أنه مرشح "حزب الله"، بعدما تبين مدى الضرر الكبير الذي ألحقه العهد السابق باللبنانيين عامة، وبالمسيحيين خاصة، الأمر الذي دفع القيادات المسيحية إلى رفض أي توجه نحو خيار مرشح الحزب.
واشارت المصادر إلى ان النقطة الجامعة في محادثات الموفد القطري، هي أن هناك تأييداً لانتخاب رئيس توافقي على مسافة من الجميع، ولا يشكل تحدياً لأحد، ما يعني استحالة القبول بانتخاب مرشح "الثنائي الشيعي"، في موازاة عدم حماسة الفرنسيين لخيار الأخير، بعدما وصلت باريس إلى قناعة، بأن الفيتو السعودي والخليجي على أي مرشح لـ"حزب الله" لا يمكن تخطيه.
ولا يبدو من خلال المواقف الداخلية المعلنة، أن أي تطور إيجابي متوقع على صعيد تجاوب النواب المسيحيين أقله مع رغبة البطريرك بشارة الراعي في الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، بعد الخلوة الروحية التي لم تحرز أي تقدم، لردم الهوة بشأن الاستحقاق الرئاسي، في ظل الانقسام الواضح بين القوى المسيحية من هذا الاستحقاق، بحيث أنه من الصعوبة بمكان حدوث أي انفراجة على هذا الصعيد، بانتظار ما ستحمله المشاورات الإقليمية بهذا الخصوص، وما سيتمخض عن القمة العربية المقررة بالرياض منتصف الشهر المقبل، بخصوص الملف اللبناني.
في المقابل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارتياحه لنتائج زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لباريس. وقال إنه اطلع على نتائجها بعد مكالمة هاتفية مع الأخير. ونقل زوار بري ملاحظته أن ما اطلع عليه يفيد بأن محادثات باريس كانت إيجابية وأظهرت أن الأبواب ليست موصدة. واعتبر أن أهمية الزيارة تكمن في توقيتها بعد التطورات الإقليمية الأخيرة.
إلى ذلك، كشف وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نلسون أنّ البنوك اللبنانية سمحت لبعض العملاء من النخبة السياسية بتحويل 456 مليون دولار على الأقل إلى حساباتهم في الخارج منذ تشرين الأول من عام 2019.
وفي مؤتمر عبر الهاتف خصصه للحديث عن العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة على الأخوين ريمون وتيدي رحمة وشركاتهما في لبنان والإمارات، أوضح نلسون أنّ وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على الشقيقين لأنهما يستخدمان شركتهما لتأمين عقود الطاقة من خلال عملية شديدة الغموض، وأن العقوبات تهدف إلى دعم أولئك الموجودين في لبنان الراغبين في الخروج من الفساد وسوء الإدارة اللذين دفعا لبنان إلى هذه الأزمة".
وفي سياق غير بعيد، أبدت خبيرة أممية القلق على سلامة قاضي التحقيق اللبناني بملف انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، وعبرت عن استنكارها لتأخر تحقيق العدالة للضحايا. واستنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين مارغريت ساترثويت، التأخيرات غير المبررة التي حالت دون تحقيق العدالة للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، مستشهدة بما وصفتها التدخلات العديدة في التحقيق والتهديد الذي تعرض له قاضي التحقيق.